مقال رأي- إن ماحدث يوم 07 أكتوبر هو أسوأ يوم في تاريخ الشعب اليهودي منذ الهولوكوست . بن يامين نتنياهو / رئيس وزراء الكيان المحتل .
400 رجل فلسطيني من غزة مسلحين بالعزم و الإرادة و بأسلحة خفيفة أحدثوا زلزالا في الرأي العام الدولي ، و رعبا كبيرا داخل الكيان معلنين بذلك عودة القضية الفلسطينية إلى دائرة الأحداث العالمية ، و بأن إسرائيل لم تعد وطنا آمنا للمشردين من أصقاع الكوكب .
طوال تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي لم يصل حجم الأذى داخل إسرائيل إلى هذا الحد ، فغالبية الحروب كانت خاطفة تنتهي بإستسلام الجيوش العربية خلال ساعات و في أفضل الحالات خلال أيام مع مساحات شاسعة من الأراضي العربية تكسبها إسرائيل خلال كل جولة حرب .
أطفال الحجارة بالأمس الذين كبروا و أصبحوا اليوم مقاتلين من أجل تحرير الأرض أدركوا أن بيانات التنديد للجامعة العربية و قرارات الأمم المتحدة لم ترجع يوما حقا ، و لم و لن ترد أذى ، فقرروا أن البندقية هي السبيل الوحيد لإعادة إحياء القضية ، لأن فلسطين في البداية و النهاية هي قضية الفلسطينين قبل أن تكون قضية العرب و المسلمين .
ما يهم في هذا الصراع بين محتل سيكوباتي و بين مقاوم شرس هو موقف سلطة التنسيق الأمني بزعامة محمود عباس المتخاذل ، والذي يكرس لرؤية العدو الإسرائيلي أن ما يحدث في غزة هو قتال بين إسرائيل و حركة حماس ، و ليس صراع بين الشعب الفلسطيني و بين محتل إسرائيلي ، و هي نفس وجهة النظر التي تروج لها وسائل الإعلام العالمية الممولة من بنوك آل روتشيلد ! تمتلك الأجهزة الأمنية الفلسطينية برئاسة محمود عباس أبو مازن 35 ألف رجل مسلح داخل رام الله تلقوا تدريبا عسكريا نوعيا في الجزائر و العراق و مصر ، موزعين على الأمن الوطني ، الأمن الداخلي ، مخابرات عامة و الأمن الرئاسي أو ما يعرف لدى الفلسطينين بالوحدة 17 ذات التدريب العالي ، فأين دورها الآن مما يحدث في غزة ؟ إن هذا الرقم المهول من الأفراد و الضباط الأمنيين يفوق الضعف مما هو موجود لدى حماس و بقية الفصائل الفلسطينية المقاومة ، و رغم ذلك أجبروا العالم كله عن التساؤل حول ما يحدث بفلسطين ، وهو رقم يقترب من عدد أفراد جيش التحرير الوطني في الجزائر إبان الثورة التحريرية الذي واجه 850 ألف عسكري فرنسي و رابع قوة عسكرية في العالم ، وحقق الحرية و الإستقلال للشعب الجزائري .
عندما تم توقيع معاهدات السلام بين الفلسطينين و الإسرائيلين منذ أكثر من 30 سنة بعد مفاوضات شاقة في أوسلو و مدريد و كامب ديفيد ، لم تكن حركة حماس الفتية تملك صواريخ أو حتى بنادق ، و رغم ذلك إستمرت إسرائيل ببناء المستوطنات داخل الأراضي الفلسطينية في حدود 1967 ، و تهجير الفلسطينين و هدم البيوت الفلسطينية التي يفوق عمرها عمر دولة الكيان المزعوم ، فلماذا يلوم البعض اليوم حركة حماس على إستخدامها القوة لإرجاع حق الشعب الفلسطيني في الوجود على أرضه ؟ مالذي حصل عليه الفلسطينيون من وراء السلام منذ 1991 ؟ سوى القتل و التهجير و السجون ؟ حركة حماس اليوم نضجت سياسيا ، وخرجت من عباءة المرشد في مصر و إبتعدت عن تجارة أردوغان بالقضية ، و قررت إمتلاك قرارها في عدم مهاجمة دول الطوق العربية و تحديدا مصر و الأردن كما كانت تفعل ذلك سابقا ، و هو ما جعلها تكسب قلوب الشعوب هناك التي سارعت إلى التظاهر عقب مجزرة مشفى المعمداني .
المظاهرات التي شهدتها عواصم عدة دول عربية و إسلامية جعلت الكيان في عزلة دولية حتى لو كانت تدعمه أكبر قوة على الكوكب ، لتبقى النقطة السوداء هي إطلاق شرطة محمود عباس النار على المتظاهرين الفلسطينين في رام الله عقب مجزرة إسرائيل الشنيعة التي راح ضحيتها 500 مدني داخل مشفى المعمداني المدني .
الحبيب لعليلي _ كاتب جزائري
ملاحظة: مقال رأي لا يعبر بأي شكل من الأشكال على رأي الموقع