يعكف الديوان الوطني لمكافحة المخدرات وإدمانها على إعداد تقرير “خاص”، لرصد مخططات جديدة تهدف لإغراق البلاد بالمخدرات التي يتم تهربيها من المغرب وإدخالها إلى الجزائر والمصنفة في خانة “الأخطر عالميّا”، باعتبارها سموما صلبة بقوة إدمانية عالية، قد تتميز بتأثيرات تسممية ذات خطورة كبيرة.
وفي السياق، كشفت مصادر “الشروق” أن الديوان استند في تقريره، الذي سيرفعه خلال الأيام القليلة المقبلة إلى السلطات العليا، على حصيلة المحجوزات لمختلف الأجهزة الأمنية “المشتركة” الدرك، مفارز الجيش، الشرطة والجمارك، والتي كشفت عن الارتفاع القياسي والمهول لكميات المخدرات المغربية التي تدخل عبر الحدود الجزائرية خاصة الغربية، حيث باتت حسب التقرير إحدى أهم الطرق لتدمير المجتمع الجزائري اجتماعيا واقتصاديا وضرب قيمه وأسس قوته.
والأخطر من ذلك، حسب ذات الهيئة، فإن هذه المخدرات وفق ما كشفت عنه الدراسات التحليلية التي قام بها كل من المعهد الوطني للأدلة الجنائية وعلم الإجرام للدرك الوطني في بوشاوي بالعاصمة، للسنة الثالثة على التوالي (آخر تقرير في شهر ديسمبر 2023)، أن الحشيش المغربي الذي تحاول بارونات المخدرات إغراق الجزائر به مذ 2010 إلى 2023، يعتبر الأخطر عالميا، حيث تحولت من مخدرات لينة إلى مخدرات صلبة بقوة إدمانية عالية قد تتميز بتأثيرات تسممية ذات خطورة كبيرة، لم يتم تسجيلها من قبل أثناء استعمال الأصناف التقليدية.
وبلغة الأرقام، فقد تمكنت قوات الجيش الوطني الشعبي من حجز أزيد من نصف مليون قنطار من الحشيش المغربي وبالضبط 573 قنطار وأوقفت 2723 تاجر لهذه السموم خلال سنة 2023، في حين حجزت ما يزيد عن 100 قنطار من الكيف، وأوقفت 721 تاجر للمخدرات، خلال الثلاثي الأول من سنة 2024، موزعة كما يلي: “شهر جانفي تم حجز 52 قنطارا وتوقيف 277 تاجر مخدرات، فيفري تم حجز 23.84 قنطار من الكيف وتوقيف 251 تاجر مخدرات، أما في شهر مارس فقد تم حجز 30.16 قنطار من الكيف المعالج مع توقيف 193 تاجر مخدرات”.
وبالمقابل، فقد تمكنت مصالح الأمن الوطني من حجز قرابة 8 أطنان من القنب الهندي خلال سنة 2023، في انتظار كشف الديوان الوطني لمكافحة المخدرات وإدمانها عن الحصيلة الإجمالية النهائية لكميات المخدرات المحجوزة.
وبهذا الصدد، أكد رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث العلمي مصطفى خياطي “فورام” لـ”الشروق”، أن 70 إلى 80 بالمائة من المخدرات التي تم ضبطها في الجزائر تأتي من البلد المجاور المغرب، موضحا أن كل هذه المخدرات المضبوطة تعد خطرا كبيرا على الجزائر وأمنها بل أصبح “عدوانا كيمائيا” حقيقيا من الجارة المغرب.
وقال خياطي إن “المغرب وأمام استحالة إدخال المخدرات التي ينتجها إلى أوروبا بسبب حدودها المسيجة بدقة يستهدف دول إفريقيا والجزائر بصفة خاصة لترويج سمومه، والكميات الكبيرة من القنب الهندي التي يتم حجزها على مستوى الحدود دليل قاطع على أن الجزائر أصبحت منطقة مستهدفة للاتجار بهذه السموم”.
المصدر: موقع الشروق أون لاين