عن بيت معطوب الوناس وتحويله إلى متحف، ومدى تفاعل عائلته وتجاوبها مع طلبات واقتراحات وزارة الثقافة، أنهى الوزير عز الدين ميهوبي الجزء الأول من الحوار. مستهلا الجزء الثاني منه بالحديث عن شخصية ثقافية وتاريخية أخرى وهو المفكر مالك بن نبي، وقضية بيته الذي طالما اتهمت فيه وزارة الثقافة بالتقصير والإهمال اتجاهه. والتالي الحوار مفصلا:
#شهاب_برس :استسمحك سيادة الوزير… هناك من يقول إن تعاملكم مع إعادة تهيئة بيت المفكر مالك بن نبي، لم يكن بنفس الحماسة والجهد الذين رافقا طلب تهيئة بيت معطوب الوناس؟
لا لا لا هذا الكلام ليس صحيحاً، هناك بيت مالك بن نبي وبيوت أخرى كثيرة، نحن جاهزون لترميمها أو تحويلها لمتاحف ، لكن هناك إجراءات قانونية حتى نتمكن من جلب الأموال وانفاقها على هكذا مشاريع، وأول هذه الإجراءات رغبة عائلة المعني، حيث يجب عليها تقديم طلب كما يجب عليها التنازل عن البيت لصالح وزارة الثقافة، حتى نتمكن من ترميمه وتحويله إلى متحف أو فضاء ثقافي خاص بصاحبه، مالك بن نبي وكثير من الشخصيات التي زرت أماكنهم، وفي بعض الأحيان يأتيني كثير من الأشخاص يتحدثون باسم هؤلاء المفكرين الأفذاذ، ويطرحون علي مشاريع ترميم وحفظ الذاكرة، لكني عندما اطالبهم بأن يقدمو لنا وثائق وتنازل يسمح لنا بتخصيص ميزانية لترميم هذا البيت يقول لك لا أملك ، لهذا اقول إن هذه المسألة قانونية بالدرجة الأولى، ونحن جاهزين، أنت تعرف أن مالك بن نبي قامة ويستحق أكثر من هذا، وكذلك آخرين من أدباء وشهداء ورموز… إلخ كل هذا يدخل في خانة حفظ الذاكرة.
سيادة الوزير هذا يعني أن عائلة مالك بن نبي لم تتقدم بطلب وتنازل لكم؟
لالا لو تقدموا بذلك ما تأخرنا… فقط أقول لك أني في تواصل مع عائلته؛ وقد طلبت ابنة المفكر مالك بن نبي موعد لقاء وقد وافقت، لكن لا أعلم موضوع اللقاء ربما يكون حول تحويل بيت العائلة إلى متحف أو ربما يتعلق بموروثه الثقافي والفكري، أو ربما من أجل تنظيم لقاء فكري أو شيء من هذا القبيل، هنا أقول إننا جاهزون لكل هذه الاحتمالات، هذا مفكر وقدم تم تكريمه في مئويته، وأنا شخصياً كنت وراء طلب دعم فكرة تكريمه في معرض الكتاب الدولي 2005 بمناسبة
مرور 100 سنه على ميلاده
• مما لاحظناه في التظاهرات الصيفية أنكم قمتم بالاعتماد على بعض المؤسسات الخاصة سواء من ناحية الرعاية أو التنظيم، هل هذا يعني بداية خصصت القطاع أو إشراك الخواص في المجال الثقافي؟
أنا أدعو لضرورة إقامة شراكة دائمة و متواصلة مع القطاع الخاص المحترف، الذي يمتلك الإمكانيات والأفكار والمهنية، هذا الذي نريده (ماشي قضية سوسيال، ڨال جيب مؤسسة واعطيه….. هذه لالالالا) يجب أن نشارك من يستطيع أن يقدم إضافة ثقافية و على مستوى عال، فنحن نتعامل معه، نشجعه، و نريده، الثقافة ليست شأن المؤسسات العمومية فقط، نحن نسعى لأن تتوسع الشراكة بين القطاع العام والخاص، خاصةً في مجال التنظيم، كل الذين لديهم خبرة في هذا المجال الأبواب مفتوحه أمامهم.
شهاب برس : مؤخراً الكاتب و الناقد جمال غلاب كتب معنا في شهاب برس مقال تحت عنوان “ميهوبي الأمس والراهن” حيث تناول كل نشاطك واسهاماتك الأدبية فضلاً عن نتاجك الفكري، كما تكلم على أنك تغيرت بعد ما وصلت للوزارة وتنكرت لأصدقائك المثقفين الذين مهدوا لك الطريق للوصول إلى القمة؟
لالالا كل من يقول هذا الكلام لا شك أنه مخطئ، وهذا لسبب بسيط وهو أن كل من في الساحة الثقافية من سينمائيين، أدباء، مسرحيين، فنانين تشكيليين، وناس اشتغلوا في التراث… الخ كلهم أصدقائي، و أبوابي مفتوحة وأتواصل معهم بالهاتف عادي جداً، و أنا لم أفكر يوما بمنطق الوزير مع هؤلاء، دائما أتعامل معهم بصورة مباشرة و الأبواب مفتوحة،
لم يحدث يوما أن طلب جمال غلاب مني شئ ،وانا أغلقت الباب في وجهه.. طبعا لا…. فهو مُرحبٌ به مرة و إذا يملك مشروعا فمرحباً به، مرتين، إذن بعض الناس يجب أن يعلموا أن قطاع الثقافة هو قطاع متشعب فيه شغل كبير، نعمل في النهار و في الليل، تعمل في نهاية الأسبوع، تعمل في كل وقت، فقطاع الثقافة هو القطاع الذي لا يعرف الراحة، و أكرر أن أبوابي دائماً مفتوحه خاصه لأولئك الذين يملكون أفكار ومشاريع يريدون من خلالها تأثيث المشهد الثقافي بأشياء جديدة وهذا الذي نبحث عنه ونُشجعه.
لكن سيد عز الدين من ينتقدك يتسائلون “لماذا يفتح الوزير جبهات عدة مع شخصيات لها وزنها في المشهد الثقافي مثلا واسيني الأعرج، سليمان بخليلي، مزغيش، أحمد رزاق.. وغيرهم) بينما كان يمكنه أن يكسب هؤلاء في صفه في قطاع الثقافة ؟
أنا أفتح معهم جبهات؟ يتسائل الوزير،
شهاب برس : نعم أو هكذا قيل….
يواصل الوزير….
لالالا… الكل يعلم أن واسيني كاتب كبير مبدع منح الثقافة الجزائرية مكانة في المشهد الثقافي العربي، وهو من الأسماء التي نعتز بها، فعلاً قدمت الإضافة التي نريدها تتحدث عن آخرين، أنا أعتقد أنهم مطالبين بأن يكرسوا أنفسهم في الساحة الثقافية كمنتجين في المجال الثقافي، أما أن يكون همهم الوحيد هو ينامون ويستيقظون على عز الدين ميهوبي بمناشير فايسبوكية فارغة المحتوى فأعتقد أن الأولى لهم أن يكرسوا جهدهم في أشياء أخرى… لأن لعز الدين ميهوبي ما يقوم به، وهو يشعر بمسؤوليته الكبيرة في قطاعه، وهو يعمل بدون أن يغرق في فنجان فارغ
.
شهاب برس: هنا دعني انقل لك سؤالاً آخر يطرحه بعض منتقديك، على رابح ظريف الذي يحظى بأفضلية في كتابة سيناريوهات الأفلام التاريخية؟ ، المعروف عن رابح ظريف أنه شاعر وليس لديه باع طويل في مجال كتابة السيناريو، ولحد الآن كتب أربع سيناريوهات لأفلام تاريخية كبيرة رُصدت لها أموال ضخمة السؤال لماذا رابح ظريف تحديداً؟
لأن رابح ظريف مجتهد ومن ينتقدونه إن كانوا من الكُتاب أو السيناريست فليقدموا أعمالهم، أظن أن أصحاب هذا الطرح يريدون أن يتوقف رابح عن العمل حتى يصبح مثلهم يعيش على هذا الطرح، رابح إنسان مثقف، و منتج يتعب كثيراً من أجل أن يقدم أعمالا مفيدة، بدأ إنتاج أعماله في السينما قبل وصولي إلى الوزارة، أنجز أعمالاً قبل هذا، أعتقد أن الذين ينتقدونه مطالبون بأن يقولوا تمنينا لو أن في هذا المجال أكثر من رابح ظريف لأنه إضافة مهمة في المجال،
انا افرح عندما تظهر في الساحة الثقافية أصوات وأسماء جديدة… هناك أسماء جديدة….هناك أسماء سيكتشفونها لاحقاً أنا الآن أدفع ببعض الأسماء من شعراء وغيرهم في المشهد الثقافي.
بمناسبة الشِعر ما العيب في أن يكون رابح ظريف شاعراً…. أنا كذلك شاعراً والناس عرفوا عز الدين ميهوبي شاعراً قبل أن يكون أديباً، سناريست، وزيراً… الشِعر جزء من رصيدي وهو إضافة مهمة لي، لكن مساري المهني فيه أمور عدة فأنا خريج المدرسة العليا للإدارة فالتسيير أنا أفهمه جيداً، و اشتغلت طيلة حياتي في الصحافة، المسرح، السينما، كتبت في الأدب وتحملت مسؤوليات عديدة، لذلك لا يمكن لأي كان اختزال شخص ما في مجال ما.. هذه إضافة وأنا أشجع الذين يشتغلون في هذا المجال.. الرواية… السيناريو… إلخ أن يكتبوا أعمال للسينما الجزائرية والمسرح الجزائري… كتابة السيناريو تعتمد على تقنيات… عليك فقط أن تكتسب هذه التقنيات وبها يمكنك أن تتجاوز الشعر.. الرواية… القصة، بالمناسبة انا كذلك كتبت السيناريو كذا من مرة، الآن طالما أن هناك في الساحة من يكتب، فأنا لا أجد الوقت حتى كي أطبع أعمالي، فما بالك بالكتابة، أنا أجد متعتي عندما أحظر لقاءا أدبيا أو أمسية شعرية، والآن الحمد الله منذ ظهور بيت الشِعر أصبح يُتاح لنا حضور بعض الأمسيات وهذا شيء مهم جدا
.
شهاب برس: لقد أجبتنا على سؤال كنا سنطرحه عليك، نبتعد قليلاً عن الوزير عز الدين ميهوبي ونتحدث عن ميهوبي الأديب، الكاتب، الشاعر
هل لكم مشاريع أدبية في الأفق، أم أن الوزارة استنزفت وقتكم؟
في الحقيقة عندي أعمال كثيرة جاهزة، ربما عمل واحد ممكن يكون حاضر في معرض الكتاب الدولي في نهاية أكتوبر المقبل، عندي أعمال أخرى “رواية، ديوان شعر، كتابات فكرية، عندي كتاب واسع تحت عنوان فوضى اللغة في العالم) ولكني وضعتها جانبا، أتدري لماذا؟ لأنه لم أطبع كتب منذ استلام الوزارة ولم نسلم من الانتقادات، فما بالك لو طبعت، حتما سيقولون لماذا طُبِع له، ااااه لأنه وزير، وكذلك سيقولون أن هناك تقاطع مصالح…
أظن أن سيادتكم قمت بمناورة استباقية؟
أظن أنه قبل أن يصدروا عليا هذا الحكم، فأنا بهذا التصرف (عدم طبع كتب ومؤلفات شخصية ) وكأني اقول انا في غنى عن هكذا أحكام،
الآن أنا يكفيني أن أسعى لأن أكون في مستوى الثقة التي وضعها في فخامة رئيس الجمهورية، و أن أكون خادما للثقافة والمثقفين في الجزائر داعياً إياهم إلى ضرورة التركيز على تقديم الأفكار الإيجابية التي تمكنا من الدفع بالمشروع الثقافي الوطني إلى أبعد مستوى ممكن، أما ما أقرأه من نقاشات التي بقيت تدور في دائرة التشخيص، وقليلاً منها من لامس جوهر القضايا التي نسعى إلى تحقيقها في مجالات عديدة.
كلمة أخيرة شهاب برس
اتمنى لكم النجاح ومزيد من التطور في عالم الإعلام و خدمه المعلومة بكل حيادية وشكرا لكم مرة ثانية