بقلم : يحي خليل
بعد تعادل منتخبنا الوطني في مواجهته بالأمس أمام زيمبابوي خرج جمال بلماضي بتصريح لافت بعيدا عن الحديث عن كأس إفريقيا مفاده ” أن التأهل إلى كأس العالم صعب في إفريقيا”، وبكل تأكيد فالناخب الوطني للخضر كان يقصد بالتحديد مبارياتنا خارج الديار، والتي تقع في ظروف غير عادية في أغلب الأحيان كالرطوبة وأرضية الملعب السيئة والتي لم يتعود عليها إلى الآن منتخب معظم لاعبيه من المحترفين في أوروبا، دون أن نغفل التحكيم الإفريقي الذي مزال يزن الأمور بموازين مشبوهة إلى جانب ظروف الاستقبال من بعض الفرق، والمنتخبات سواء بتعمد أو لقلة الإمكانات، ومعلوم للجميع حال دول إفريقيا في عموم الميادين وليس الرياضة فقط.
أربع مواجهات لمنتخبنا الوطني في التصفيات الإفريقية بثلاث انتصارات، وتعادل وحيد ومجموع عشر نقاط كاملة كانت كافية لضمان رفقاء رياض محرز حجز بطاقتهم لأمم إفريقيا 2022، ونيل فرصة الدفاع عن اللقب القاري على الأراضي الكاميرونية.
إقناع في الديار وريبة وشك في خارجها هذا مايمكن به وصف نتائجنا مع الأفارقة في التصفيات وهو أمر بلاشك مقلق للمدرب جمال بلماضي فإذا كانت تشكيلة المنتخب فكت عقدة النتائج السلبية على ملعبي 5 جويلية ومصطفى تشاكير أو الفوز بفارق هدف، ودون أداء مقنع كما كان الأمر من قبل مجيء جمال بلماضي على رأس العارضة الفنية وباتت جماهير الكرة عندنا تستمتع بمنتخبها وتصفق له طويلا على كل أداء، وهو أمر ينطبق على مواجهاتنا الودية في أوروبا مع فرق بحجم كولومبيا والمكسيك، فإن النقطة السوداء إذا جاز الوصف في عهد جمال بلماضي ومن سبقه هو عجزنا على مقارعة فرق القارة السمراء على ملاعبها وبتنا بالكاد نظفر بالتعادل مع فرق بحجم زيمبابوي، وفوز بشق الأنفس قبل ذلك على منتخب بوتسوانا وهي فرق بالكاد تذكر في عالم كرة القدم الإفريقية إذا ماقورنت بمنتخبات مثل الكاميرون، وكوت ديفوار، وغانا وللمفارقة أن سلسلة 22 مباراة دون هزيمة لمنتخبنا الوطني والتي نفخر بها بلاشك ليس من بينها إلا فوز وحيد في أدغال إفريقيا كان على حساب بوتسوانا المتواضعة كرويا.
تصريح جمال بلماضي أعلاه يدق ناقوس الخطر على أمور يجب تداركها قبل فوات الآوان في التصفيات المؤهلة لكأس العالم، والتي ستكون صعبة وصعبة جدا وتحتاج عملا من الناخب الوطني وجهازه المساعد لكشف الخلل وموطن الداء لأن اهدار كل نقطة سيكون له ثمنه، والمقاعد كما هو معلوم ستكون محدودة ب 5 مقاعد فقط ستتنافس عليها منتخبات القارة السمراء بشراسة لتحظى بشرف الظهور في مونديال العالم بقطر الذي لن يكون متاحا اللعب فيه إلا لمن يستحق، وأحسب أن منتخبا لديه مدرب بوعي ونضج جمال بلماضي التكتيكي ولاعبين بمستوى رياض محرز وإسماعيل بن ناصر ورامي بن سبعيني وجمال بلعمري ورايس وهاب مبولحي، والبقية بلااستثناء قادر على فعل الصعب حتى لو وقفت إفريقيا بظروفها المعقدة في وجهنا فسننتصر ونتأهل.