الفنانة المثقفة نضال الجزائري أحبها الجمهور بلا خلفيات تذكر نظرا لموهبتها الطاغية و التي يتلمسها على الشاشة ، بداية لنعرفه على نضال الجزائري البدايات التحديات و رحلة الإبداع ..
شهاب :
نضال الجزائري الشهرة الفنية التي اقترنت باللبنانية نضال الأشقر فماذا يجمع بينك و بين أرزة لبنان ؟
يجمعني و الفنانة اللبنانية نضال الأشقر الشراسة الفنية و النهم للفن .
شهاب:
و هل أشبعت لديك هذا الشغف الفني؟
أنا لم أبدأ بعد و لم ألتقي بالأدوار التي أحلم بها إلى الآن و التي لم أؤديها بعد ..
شهاب :
البداية كانت في الصحافة لكنك بعثتي إن صح القول في التمثيل كيف ذلك ؟
الأساتذة بمعهد الفنون وجهوني للتمثيل لأنهم تلمسوا فيا مشروع ممثلة و أنا أعتقد بالتقارب بين التمثيل و الكتابة للمسرح أو حتى للتلفزيون و في الحقيقة دراستي كانت في الحقوق و لكن العمل كان في الإعلام و تحديدا في الصحافة المكتوبة و انتقلت للمعهد العالي للفنون المسرحية ببرج الكيفان بالصدفة .
شهاب:
هل يمكن للصدفة أن تخلق ممثلا يمتلك أدوات إتقان أدواره و إبهار جمهوره مثلك ؟
السر كله في الاشتغال على أي دور أقوم به أتفرغ له جيدا و أحس بالمسؤولية أمام جمهوري خاصة أني كنت شغوفة منذ النشاطات المدرسية و المحادثة و كثيرا ما كنت أبكي إن لم يتم إشراكي فيها ، لهذا فالصدفة خدمتني في إبراز موهبتي للجمهور كوجه واعد و كان في رصيدي فقط وقفتين على خشبة المسرح الهاوي.
شهاب: تتمة لما قلت إلى أي مدى يعد مسرح الهواة معمل للمواهب و اكتشافها خاصة للمسرح ؟
كلنا هواة و أنا ضد التصنيفات فمثلا الموهوب و العصامي خارج المعهد يعمل على نفسه و يبرز في أعمال عدة و إن لم يدرس في المعهد في حين طلبة المعهد يتجهون للإدارة إلا عنصر أو اثنين ممن يتجهون للتمثيل لهذا أنا ضد التصنيفات المجانية و تقزيم الأعمال بمسطرة الشهادات، و مع ذلك فالمسرح أبو الفنون و منتج للطاقات بالتأكيد لهذا فهو تماما المدرسة .
شهاب :
هل الموهبة من تصنع المبدع أم التكوين ؟
المبدع يصنعه التكوين ، ثقافته ، الاشتغال على نفسه على كل الأصعدة أما الموهبة فنسبتها لا تتعدى ال5 بالمائة .
شهاب : 5بالمائة نسبة قليلة جدا هل يمكن أن يغطيها التكوين و انتقاء أفضل الأعمال برأيك ؟
المحك هو الدراسة و التكوين فالموهبة يمكن أن تقدم دور أو اثنين لكن سرعان ما تتقهقر إن لم تكون بما يجب من أدوات بعيدا عن التكوينات العشوائية التي لا تخدم موهبته .
شهاب :
ماذا تقصدين ب كما يجب ؟
الممثل لما يقدم دور عليه أن يتقنه إلى حد كبير إلى درجة التصديق من قبل المتلقي ، لكن حاليا هناك ممثلين و العاملين في المجال يستسهلون العمل أي يجي عريان تكوين و ثقافة و المخرج نكرة لا ثقافة و لا ترجمة لأحاسيس و إن اجتمع العريان بالنكرة بلا زاد أو زواد نتج الحضيض الذي يتلقاه الجمهور بالنفور لأنه في نهاية الأمر يتم تعريته أمام عين المشاهد الناقدة و العارفة بالذوق العام .
شهاب :
هل تعتقدين أن هذا راجع لسياسة إنتاجية أو يعود هذا لعدم احترام للذائقة الفنية للجمهور ؟
هي مسؤولية الممثل و المبدع بشكل عام كونه يجهل دوره في العملية الفنية و كذا تقديره لدوره الذي يصيب البعض بسبب موهبته التي يراها بعين التضخيم ، أما السياسة الإنتاجية فمهمتها خلق الوسط الإبداعي المناسب و كذا التسويق الجيد للأعمال و عدم اقتصارها على الموسم الرمضاني فقط و الأهم التقدير للمبدعين .
شهاب:
و هل سبق و أن ندمت نضال الجزائري على دور قامت به ؟
الندم هو خطأ أخر نرتكبه لذا مانحبش نندم و مانحبش نرتكبه هذا بشكل عام أما في أعمالي فهو ليس ندما بقدر ما هو سوء اختيار نظرا لأني كنت في بداياتي و انسقت وراء مشاركة أسماء كبيره في فلة و البريء إذ لم يخدمني كممثلة و لم يبرز قدراتي و موهبتي و لو أني في أعمالي أحب عيش الشخصية بتفاصيلها و التفرغ لها دون التقيد بالنص و الحوار حرفيا .
شهاب :
في مسرحية بهيجة و هو آخر عمل قدمته تقولين على لسانها إذا حبيتو تحكو حكايتي أكتبوها .
اليوم المبدع مطالب بالتأريخ للواقع كما هو أم تجاوزه بعمل فيه أمل بالغد؟
التأريخ هو أصل المستقبل و لا مستقبل لمن لا تاريخ له و العمل الفني جزء من التاريخ و تفصيل لاكتمال اللوحة الواقعية و الحالمة .
شهاب :
البذرة عمل مميز بشهادة الجمهور و النقاد
هل عقرت أرض الفن أم البذرات حاليا مغشوشة ؟
البذرة سر نجاحها في قصتها فيها من الشهامة و الخلق الأصيل الكثير و الذي جسده الطيب و هو تعبير عن واقعية المجتمع الجزائري و بتقاسيم الحياة المعبر عنها ، للأسف اليوم المنتجون أغلبهم دخلاء على الفن لا يهتمون بالفكرة و لا بالجمهور و همهم المادة و الشهرة و الغش قضى على أهل الفن أو يكاد..
شهاب:
أعمال مثل البذرة إلى ماذا تفتقر لتسوق و تعرض عللا كبريات الفضائيات بدل القوقعة التي فيها؟
نحتاج للعمل الكثير و التكوين الأكثر و الاشتغال على أدوات الإبداع كل على حدا و الفنان بطريقة أو بأخرى له نصيب كبير في القوقعة التي نحن فيها لأنه لا يحسن الاختيار على الأعمال المعروضة عليه الشحيحة جدا كما أن عملية التسويق تحتاج لإرادة و إستراتيجية سياسية و ثقافية قوية .
شهاب :
هل يمكن أن نراك في الكتابة بألوانها باعتبارك من محبي القلم ؟
الكتابة هي الحاسة الأولى لدي لتأتي بعدها باقي الحواس ، التحقت بالمعهد لأتكون كسيناريست لكن التخصص لم يكن مدرجا بعد في المعهد و اليوم أنا أحاول أن أكتب السيناريو و النص المسرحي لكن بكامل التأني و الكثير منه .
حاورتها: مازوني فتيحة .