تواصل الإعلامية ناهد زرواطي في الجزء الثاني من الحوار الذي خصت به موقع شهاب برس الإجابة على الأسئلة التي طرحناها عليها حيث تكلمت بكل صراحه وثقه في النفس، وتحدثت عن تورط قيادات حركة النهضة التونسية في ما عُرف بقضية تسفير الشباب الي مواقع الحروب وكذلك واقع الإعلام في الجزائر وأسئلة أخرى في هذا الجزء الثاني قبل ذالك هذا رابط الجزء الأول : https://wp.me/pa4tUn-Of
هل انت راضيه على ادائك في التحقيقات التي تناولت حقيقة داعش؟هل تعاملت معها بحيادية؟
اولا انا لا أسمى ما اقوم به تحقيقات بل أسميها وثائقيات، عندما أكون في منطقة نزاع أقوم بتوثيق ما أقف عليه وأقدمه للمشاهد، قد يكون هذا التوثيق حقيقه أو جزءاً منها، كما أن ناهد زرواطي لم تصل بعد إلى مستوى القيام بتحقيقات، لأن هذا المجال أكبر مني لكن أنا بصدد التكون عليه وقد أوفق إلى ذلك بعد سنوات، في القنوات الغربية التي تحترم نفسها مصطلح الصحفي المحقق لا يطلق الا على صحفي مخضرم عايش مراحل كثيرة وتدرب على أنماط متعددة في قاعات التحرير، وبعدها يمكن وصفه بهذا الوصف و انت تعرف ان بعض التحقيقات تأخذ سنه وسنتين أو حتى 4سنوات هذا اولا.
ثانيا :التحقيق حتى لا ننسى من الناحية المادية والاستثمار فيه وعامل الوقت هذا غير موجود في القنوات الفضائية الجزائرية فالمادة بتوفرها تتوفر المعلومه لأن المال يستطيع شراء المعلومه وهذا ما لا يتجادل فيه إثنان،
كل الذي سبق ذكره غير متوفر بالإضافة إلى عامل الخبرة الذي افتقده، لهذا اقول اني اقوم بعمل توثيقي وليس تحقيقات. أما بمايخص هل انا راضية… الخ فأقول أن الوثائقيات الأخيرة أنا راضية عنها و بنسبة كبيرة ومريحة ، غير اني لست راضية عن الوثائقيات الأولى، لأنها كانت بداية، وبدأت أُُصدم في المعنى الحقيقي للحرب، وكذلك نقص الخبر ولم أكن متكونه بمايكفي لكن بعد الخبرة التي اكتسبتها في آخر 7سنوات الأمر تغير، كما أنه سيتغير في 7سنوات القادمه وتكون ناهد 2024 أفضل من الأن، و مرتاحه نفسيا لما قدمته في الاونه الأخيره، وجاءت هذه الأريحية و الرضى النفسي والعملي
اولا : لأني لمست فيها الحيادية مع أطراف النزاع التي عملت معها
ثانياً : أنا لا اعتبر داعش طرف في النزاع، هنا اقصد الأطراف المتنازعة في ليبيا، لكن إذا كنت تقصد بسؤالك داعش فأنا اااا لن…. ولم… اقول اني سأكون حيادية أو غير حيادية مع داعش، لأني اعتبره عدو اليوم وغداً، هو أو أي تنظيم أخر فكل من يعتدي أو يقتل مواطناً بريئ، و كل يغتصب إمرأة، وكل من يُهَجِر المواطنين، ويُبكي الأمهات ويعدم الأطفال و من ترك لنا إرث أشبال الخلافة.. لا اعتبره طرفاً بل عدوا لهذا انا راضية عن توثيقياتي كما أني اتشرف بعملي ضد أبشع تنظيم عرفته البشرية وهو داعش.
ما حقيقة ضلوع حركه النهضة التونسية في تسفير الشباب الي مناطق التوتر (سوريا، العراق، ليبيا)؟
حقيقة ضلوع حركه النهضة التونسية في تسفير الشباب نحو مناطق التوتر، وثائقي (مجندون تحت الطلب) سلط الضوء على هذه الأزمة الحقيقية التي خلقتها بعض القيادات في الحركه ، أنا لم أتهم الحركه في الوثائقي، بل هي من إتهمت نفسها بإصدار بيان تنفي فيه كل ما جاء في الوثائقي، و لم أنتظر أن تنتفض الحركه وتقوم بإجتماع على أعلى مستوى وتصدر بياناً، وإرسال رسائل إلى إدارة القناة لتودد إلينا لإلغاء بث الوثائقي.. كما لم أتوقع تناول الموضوع من الغنوشي! أنا لما إشتغلت على الجزء الأول قلت بعض القيادات فقط، في باقي الأجزاء التي نشتغل عليها الأن ربما الصدمه ستكون أكبر، ربما سيترحمون على الجزء الأول من الوثائقي، أقول لكل المشككين أن من تحدثوا في الوثائقي تحدثوا بكل أريحية وبأسمائهم وألقابهم، إتهمتنا الحركه بأننا جلبنا سجناء صرحوا تحت التعذيب فرددت عليهم على صفحتي الشخصية في الفايسبوك
فقلت :أن ناهد تنقلت إلى تونس وعملت مع عائلات وشباب إتهموا الحركة أنها ورطت أبنائهم في مستنقعات العنف،ولا يخفى حاليا أن الشارع التونسي يشهد حراكا ساخن ضد بعض قيادات الحركه، ولست انا من إخترعت البارود في ما يخص تسفير الشباب من بعض قيادات الحركة، القضية الأن محولة للبرلمان التونسي وهناك لجنة تحقيق على مستوى عالي في هذه القضية، ولو كنت أود الاصطياد في المياه العكره لقمت ببث الوثائقي قبل الانتخابات التونسيه، فنحن فضلنا أن نبثه بعد الانتخابات لتأكيد على العمل الصحفي، وهذا الوثائقي يعد بالنسبة لي خبطة إعلامية وليس مبالغاً فيه مقارنه بما يحمله الجزء الثاني.
لنعد إلى ناهد الصحفية،
هل منصب مدير التحرير في الشروق نيوز غير مبارك حتى لا يستقر فيه أحد أكثر 3سنوات؟
في الحقيقه لم اجرب رئاسة التحرير في قناه الشروق نيوز التي تتبع إلى المجمع الذي يُعرف عليه انه محترم حيث أن المجمع لا يطرد الصحفيين بدون سبب كما أن المجمع يعطي كل الحقوق لعماله وهنا افتح قوس فأقول إذا هناك من يقول العكس فليقل لنا أي قناه تدافع عن صحفيها وتراعي مصالحهم وتنصفهم ويمتلكون نقابه وقانون اساسي و قانون داخلي ، وفي هذا الصدد اقول من كان بيته من زجاج…… والباقي تعرفونه.
أما قضية الاستقرار في منصب معين فهذا لا ينطبق على الشروق فقط وإنما على كل وسيلة إعلامية ، في الواقع أن كل شخص يكون في منصب إذا لم يجد راحته فيه فحتماً سيغادره، فالقرار غالباً مايكون شخصي وليس من طرف القناة
هل تفكر ناهد زرواطي في مشروع إعلامي مستقل
ناهد زرواطي لازالت صحفيه بسيطة جداً جداً جداً حتى تفكر أن يكون لديها مشروع إعلامي مستقل، أعتقد أن منصب مديرة قناة حالياً هو أكبر تحدي . تحدي أكبر مني صراحة وكثيراً ماتناقشت مع السيد علي فضيل لأني كنت مترددة في قبول هذا المنصب، ولولا مساعدته لي والذي لحد الساعه هو من يساندني يعتبر اليد العليا بالنسبة لي التي ترشدني عندما أخطأ في الإدارة… لذلك أنا الآن اجرب منصب مديرة لقناة ولا أرى نفسي حالياً انه يمكن أن أفكر في مشروع إعلامي مستقل، وهذا لا يعني أني أقر بالفشل بل بكل صراحه أرى أن ناهد زرواطي أفضل وأكثر فعالية في الميدان، لاني اعشق الميدااااان.
*
كيف ترى ناهد زرواطي واقع الإعلام في الجزائر؟
تتنهد مطولا ثم تقول :تتنهد ناهد زرواطي لتقول انها لا نستبشر خيرا لواقع الإعلام في الجزائر، أقولها صراحة واقع الجزائر وما يحيط بها من توتر في مالي وليبيا وتونس يدرك أن الجزائر مستهدفة، لذلك يجب أن نمتلك إعلامياً قوياً لكي تبقى الجزائر( واقفة) وهنا اضرب مثلاً، ليبيا أثناء القصف الغربي عليها القنوات العربيه التي قامت بالتغطية تغلبت على الإعلام الليبي فكان هناك تعتيم إعلامي، في تونس نفس الشي، وكذلك العراق وسوريا…. للأسف الدول التي لا تمتلك إعلاماً قوياً فبمجرد هبوب رياح بسيطة فكل شيء ينهار، صراحةً في الجزائر لا نمتلك اعلاما قوياً يستطيع أن يدافع على البلاد في حال دخولها في مأزق.
نعم نعلم أن البلاد مستهدفة، ونعلم أن العاصفة لا قدر الله مقبلة علينا، وندرك حجم الدور الذي ينبغي للإعلام لعبه لكن على الدوله أن تقف مع هذا الإعلام سواءاً كان قنوات أو جرائد أو مواقع الكترونية وتعمل على تقويته، إذا لم تقف الدوله معه فلن يقف معها لا الإعلام الغربي ولا العربي، و للأسف أرى مستقبل هذا الإعلام مبهماً،
هنا دعني أشير إلى أن الأسماء اللامعه أو البارزة التي إستطاعت أن تفرض نفسها في الجزائر تُغادر إلى مجمعات اعلامية عربية ودولية، أنا شخصياً تلقيت عروض عديدة ودراستها و لو وجدتها تلبي طموحي لكنت غادرت، صراحةً لم نعد نجد أن هناك ما يستلزم بقاؤنا في الإعلام الجزائري، طبعآ انا مع بناء إعلام جزائري قوي لكن غالباً ما تصل إلى طريق مسدود، لا يوجد دعم… ليس من قنواتنا طبعاً، و هناك نوع من تضييق اتمنى ان يُزاح وأن يكون لنا نقابه وتكوين وتطور يساعد في تواجد إعلام وموحد يساعد وقت الشدة
بماذا تنصح ناهد زرواطي الصحفيين الشباب؟
انصح الشباب و انا واحدة منهم أن لا يستسلموا و ان يتحلوا بالإرادة وأن لا يقولوا لا يمكننا، و أن يؤمنوا بأن المستحيل ممكن، وكنت اقول دائما اني تعلمت من العثرات ولولاها ما كان الصعود للقمة، والوصل إليها يكون عبر سلم وليس بالطيران الذي قد يؤدي إلى سقوط حر، والإرادة توصل حتى وإن كان الجميع يقول لا استطيع عليك أن تؤمن انك تستطيع ولو كنت تمشي لوحدك في طريق مخالف للجميع، أن سيبح ولو ضد التيار مادام مقتنع بها، من لديه طموحا رغم كل العراقيل حتما سيصل إليه كما قال الشاعر ابو القاسم الشابي( ابارك في الناس أهل الطموح) وقال أيضا (من يهب صعود الجبال يعيش ابد الدهر بين الحفر)… حلمي بدأ يتحقق في 2011 رغم اني بدأت العمل في 2007 استغرق سنوات وكلفني الكثير معنويا وماديا واتعبني لكني راضية عن نفسي اليوم والحمدالله كل هذا بفضل الإرادة.
*
كلمه أخيرة لمتابعي شهاب برس؟
اشكر فعلاً شهاب برس على إتاحتهم لي هذه الفرصة التي شرفتني كثيراً و أشد على أيدهم لأنه من الصعب أن تعيش المواقع الإلكترونية لمدة طويلة، كما أشكرهم على أنهم اوصلوني للمحبين كما أتمنى لهم النجاح والتطور والمواصلة وشكرا مره ثانيه.
حاورها :أبو محمد