في حوار مع الاعلاميه ناهد زرواطي التي عُرفت بتوثقياتها الحربية وتواجدها في مناطق التوتر، العراق، سوريا، ليبيا… وغيرها.. ناهد زرواطي تفتح قلبها لموقع شهاب برس.. تتحدث عن بداياتها والعراقيل التي واجهتها و كيف جائتها فكرة المراسلة الحربيه… بكاؤها أمام مصلحه حفظ الجثث…. ماذا يمثل لها داعش… كيف تعاملت مع داعش…ما حقيقة ضلوع بعض قيادات حركه النهضة التونسية في تسفير الشباب الي مناطق التوتر (سوريا وليبيا و العراق).
* أهلاً بك مع موقع شهاب برس سيده ناهد زرواطي لقد بزغ نجمك مع التحقيقات الامنيه والمراسلات الحربية ، التي اسالت الحبر الكثير لكن قبل هذا كله، كيف كانت بداياتك مع التجربة الاعلاميه؟
في البداية أشكر موقع شهاب برس على إتاحة هذه الفرصة و على شرف هذا اللقاء،
البداية مع الاعلام كانت سنة 2007اين كانت مع الجرائد و قتها لأنه لم يكن مجال السمعي البصري مفتوحا و كان مستحيل أو حلم بالنسبة لأي خريج أن يدخل إلى المؤسسة العمومية التي وقتها و الى اليوم لازالت حكراً على فلان و إبن فلان نقولها صراحة و كان من المستحيل على خريج جديد أن يحظى بفرصة تربص داخل المؤسسة العمومية فكانت البداية مع الجرئد البسيطة التي هي كذلك كان العمل بها يتم بالواسطة
و التربص أيضاً و حتى العمل كان بدون راتب لمدة ثلاثة أشهر لكن الإرادة كانت أكبر ثم براتب ضعيف جداً جداً، لا يغطي حتى تكاليف النقل من المنزل إلى مقر العمل بل لا يكف حتى الإفطار لكن مع ذلك كانت ارادة حتى يصبح إسم ناهد زرواطي أكبر من العراقيل التي اعترضتني و هو كإسم فقط لان الكثير من الزملاء واجهتهم نفس العراقيل،
بقي الأخذ و الرد و أعتبره فعلا كم يسبح ضد التيار لأنه من تكون له إرادة و يقول كلمة لا و من لا يعمل بمحسوبية ..هناك العديد من الأمور تجعل لك أعداء داخل قاعة التحرير و مع ذلك كانت لدي قناعة للمواصلة و أن أكون او لا أكون بمبدأ ما اراه حقيقة و لو كان غيري يراه غير ذلك فأنا لا اقول للاسود انت أبيض بقيت بهذا المبدأ الى سنة 2011
بعد هذه البدايه الصعبة كيف جائتك فكره المراسلة الحربية؟
في بداية مشواري كانت فكرة الاعلام تقتصر على مقدم تلفزيون شهير أو ذلك الصحفي البارز اللامع إسمه في الجرائد ،هذا ما كنت أراه إنه بإختصار عالم الشهرة و المال كما يراه الجميع ،لكن في الأخير تغيرت نظرتي مع حرب تموز بجنوب لبنان لما رأيت مقتل الكثير من الصحفيين بدأت تتغير نظرتي للإعلام و بدأت تترسخ في ذهني فكرة الوصول للحقيقة و الموت من اجل الحقيقة،
إنه أنبل ،أعظم ،أقدس ،رأيت في حرب تموز قدسية العمل الصحفي صراحة منذ تلك اللحظة قررت أن اكون مراسلة حرب،
أن تفكر ما تكون و أن تفكر في ان تطبق ما تكون مستحيل خاصة أننا في الجزائر و لم يكن الاعلام المرئي موجودا فكان من المستحيل أن يبرز إسم إعلامي بسيط في سماء الإعلام العربي مع وجود قنوات عربية التي كانت تمنح الفرصة لذوي الخبرة الذين مروا على المؤسسة العمومية و من لديه الخبرة ،يعني كل الامور كانت غير مساعدة و مع ذلك كان في ذهني أنني استطيع و كانت لي إرادة انني أستطيع و بالفعل كانت حرب على حدود بلدي،
كنت أعمل في جريدة و اصريت على مديرها على الذهاب و إن اتحمل كامل المسؤولية عند الوفاة لا قدر الله أو الإصابة، كانت الإرادة أقوى و الطموح و ربما الإرادة المتهورة التي لازالت موجودة للأن و الوصول للمعلومة، مع وجود أكثر 30دولة تقصف بلد جار قررت أن أدخل لليبيا سنة 2011 و صدمت بمعنى كلمة حرب فليس كل ما نشاهده يمكن أن نلمسه و ليس كلما نشاهده على التلفزيون هو ما يحمله المراسل و لكوني كنت متواجدة بطرابلس و القصف كان مركز هناك للإطاحة بنظام معمر القذافي فواضح ان كلمة القصف تعني أشلاء جثث ممزقة ،أطفال رضع تحت الانقاض فاول مرة بكيت أمام مصالح حفظ الجثث و تساءلت هل هذا ما كنت أريده لكن بعد شهرين صمدت و تأقلمت مع الوضع و ادركت انني هنى لحكمة ارادها الله و أنني هنا لنقل الحقيقة و بقيت في ليبيا لمدة أربعة اشهر و منها بدأ المشوار فأنتقلت للعراق و منها نحو سوريا
* هل وجدت إعتراض من العائلة على العمل كمراسلة حربيه؟
صراحة لم أجد إعتراض من العائلة و ما أحمد الله عليه الى اليوم أنني أعيش في كنف عائلة جد متفهمة ،عائلة مثقفة و ليس معنى ذالك “الثقافة العلمية” و إنما عائلة مثقفة بمعنى ترك الرأي للأبناء أي القرار الاخير للأبناء ،دائما الام تقول لنقرر و إن ارتكبنا خطأ لنتحمل النتيجة و نتعلم من الدرس ،كذلك كنت عصامية حتى في تدبر مصروف الجيب منذ كنت بنت السابعة عشر من العمر بأعمال بسيطة كنت أقوم بها هكذا علمتنا العائلة الإعتماد على النفس،الحمد لله هذا ما وجدته من الأب و الأم و هما يفتخران بي كما افتخر بنفسي أنني مراسلة حربية و دعواتهما تحميني رغم التوتر الذي تعيشه العائلة عند ذهابي لمناطق النزاع.
* بصفتك كصحفية هل إستعمال مصطلح” الإرهاب” الذي هو مصطلح فضفاض في الإعلام، يعد حياداً، أليس من الأجدر وصف من يحمل السلاح بالمسلح؟
مصطلح الارهاب مجحف في حق التنظيمات “الإرهابية “البربرية الهمجية لأن مصطلح المسلح يمكن أن نطلقه على التنظيمات التي حملت السلاح ضد النظام السوري، مثلما اخبرتني مستشارة الرئيس السوري بشار الأسد لكن نحن اليوم نتحدث عن تنظيمات همجية لم تقتل بقدر ما تفننت في طريقة القتل لم تقتل بقدر ما أبدعت في اساليب القتل و تنويعها فقد جعلت من كل قتيل قصة تروى للأجيال و مثال ذلك الكساسبة، او قتل الاقباط في ليبيا فمعظم الفيديوهات التي توثق همجية داعش لم أنشرها بعد للرأي العام ما عدى لقطات قصيرة لفيديوهات في وثائقي “داعش زحف الشياطين” و التي لاقت استياء البعض ،قيل كيف تنشر هذه الفيديوهات على التلفزيون لكمية العنف التي تحتويها ،و رغم هذا اقول أن ما عرضته هو فقط مقاطع فيديو من فيديوهات كثيرة بحوزتي حول هذا التنظيم “داعش” فما بلك لو تم عرضها كلها و اطلع عليها الراي العام و ما يفعله هذا التنظيم البربري ،صراحة لم نكتشف بعد مدى همجية تنظيم داعش فمن اساليبه في القتل وضع الناس في اقفاص و ربطهم بالسلاسل و يغرقونهم في البحر او المسبح ، ربط شخص بسيارة ثم يقصفونه او وضع طوق ملغم حول الرأس ثم يفجرونه ..تصرفات لم نكن نشاهدها عند تنظيم القاعدة من قبل التي لم تكن بمستوى وحشية و همجية تنظيم داعش لهذا انا اقول ان مقولة الارهاب لا دين له او الارهاب المتطرف اقسم بالله انها لم تصفهم بشكل دقيق و لا تعبر عن عملهم الاجرامي و أنا صراحة أبحث عن مصطلحات جديدة تفضح فضاعة هذا التنظيم بالرغم من ان من يحكم اكثر على هذا التنظيم هم من عايشوا ويلاته وإجرامه من إخواننا العراقيين والسوريين والليبيين .
انتهى الجزء الأول
في الجزء الثاني نتناول مع الإعلامية ناهد زرواطي مدى رضاها على عملها، و رأيها في واقع الإعلام الجزائري ،و( تورط) بعض قيادات حركة النهضة التونسية في تسفير الشباب لمواطن التوتر (العراق سوريا، ليبيا) وأسئلة أخرى تجدونها في الجزء الثاني .
حاورها :أبو محمد
شهاب برس 2018