شدني حماسا لا مثيل له , للكتابة عن ( رفيكا ) الذي جمع أكثر من 10آلاف و فدت اليه من كل حدب و صوب لتتجمع في ساحة و أروقة مقام الشهيد بالجزائر العاصمة لحضور عيد ميلاده . و أول أنطباع صدر عني أنني قلت ( رفيكا ) موهبة و تستحق الصقل …و عاتبني الجميع على إنطباعي الساقط حسب فهمهم معتبرين ما صدر مني كبوة …
و الحق أن إنطباعي كان في محله لو أن القارئ عاد لأرشيف ما كتبت في موقع شهاب براس و قبل خرجة ( ريفكا ) حيث حذرت من ( الدادئية ) و التي مصدرها ( DADA ( و ترجمتها من الفرنسية الى العربية الحصان الخشبي و هي حركة شملت الفنانين و الكتاب و الشعراء نتيجة صدمة الحرب العالمية الأول و خلاصتها رجوع الإنسان الى طبيعته الأولى و الى حيوانيته مثل الإزدراء من الأديان و الدعوة الى الإلحاد و تفكك تماسك الأسرة و تشجيع الميوعة ( المثلية ) و الغرق في الرذيلة و فتح المجال للمساواة بين النجاح و الفشل لتحقيق الرداءة في كل مناحي الحياة و قتل الذوق حيثما و جد و إعطاء الأولوية للتفاهة و التافه…و التركيز على الغاء التاريخ و تغيير الجغرافيا و استبدال تثبيت الأصنام بدل أنتاج الأفكار لتعطيل العقل و بالمختصر المفيد تجسيد ( البارانويا ) أي الإضطراب الذهني و الشرود الفكري … وكل ما سلف ذكره من نفايات تم نقله من أروبا و دفنه في جيل ( ريفكا ) ما بين سنتي ( 1990م 2018م ) و هي نفايات تشبه تماما نفايات المصانع التي تدفن في أفريقيا ….
وقع نقاش ما بين سنتي (1914لى 1924م ) حول ( الدادئية و آخر مؤتمر لها كان في معرض باريس سنة 1922م و هناك دار صراع بين ( كريستيان مزارا) الذي كان يتزعم الدادئيين الالمان و ( و اندري لروتون ) الذي تمكن من جلب الكثير من المبدعين لمؤازرته و في النهاية انتصر على الدادئيين و في هذا المؤتمر لخص سيجموند فرويد العالم النفساني الصراع في التالي ( كل انسان يحوز عقل باطني و عقل ظاهري …. العقل الباطني : و يشمل خامات الجنون و التمرد و الإجرام و الرذيلة و الفن و الجمال ….. الخ) و أما العقل الظاهري فهو الذي يبنى على الضوابط و الحدود و الأخلاق و القيم و المبادئ الراقية ….و هذا البناء يبدأ من المدرسة بالتربية الخاصة الى أن يشتد عود الطفل ليندمج في التربية المشاعة عندما يكبر …
وحتى يعم السلم و يتجسد التعايش بين الأفراد و الجماعات فلا بد لخامات العقل الباطن أن تمر عبر مسار العقل الظاهر … و إذن هل ( ريفكا) نزل من المريخ . ؟ إنه مجرد نتاج مدرستنا و مجتمعنا ؟ أي بضاعتنا ردت الينا ….
و الحق ( ثانيا ) ريفكا موهوب و هو ما يجب الإعتراف به بل هو فنان أستطاع بعينه الفنية قراءة جيله فنهج تقربا الى يريدون و يبتغون و قد نجح في جذب جمهور كبير و لذلك لا يجب قمعه بل إسناده من خلال معالجة عقله الظاهري لأنقاذه و إنقاذ جيله على الطريقة التي عالج بها ( أندري بريتون ) و قد دامت معالجته رفقة (سيجموند فرويد) العالم النفساني أكثر من 10سنوات ….و أن نكثر من تشييد المصحات النفسية …و إلا ظهر عند نا ( هتلر ثاني ) لأن هذا الأخير كان رساما و من المدرسة الدادئية و تسلل الى أروقة السياسة و خاض حربا عالمية ثانية و بمجرد وصوله الى باريس حاول القبض على كل من كانوا ضد الدادئية أمثال ( أندري بريتون ) الذي فر الى أمريكا