الجزائر العاصمة أو البهجة لؤلؤة البحر المتوسط كانت ولا تزال من أجمل المدن المطلة على الحوض المتوسط رغم مرور السنين، وحفاظا على جمالها وأصالتها تم إطلاق المشروع الأزرق لتهيئة واجهتها البحرية أو ما يعرف بخليج الجزائر من أجل تهيئتها وعصرنتها انطلاقا من عين البنيان وصولا إلى تمنفوست، حيث قسم المشروع إلى عدة أجزاء من أجل تسهيل وسرعة تنفيذه.
بنى تحتية كبرى
لعلى من أهم ما يميز المشروع الأزرق هو إطلاق مشاريع لتهيئة البنى التحتية للعاصمة على امتداد واجهتها البحرية، حيث يظهر جليا مشروع ازدواجية الطريق البحري في مقطعيه، الأول بين بلدية عين البنيان وصولا إلى ملعب فرحاني ببلدية باب الواد.
أما المقطع الثاني فيمتد من منتزه الصابلات وصولا إلى بلدية المرسى، هذا الطريق سيكون متنفسا آخر للعاصمة التي تعاني من مشكلة الازدحام المروري.
ومن المشاريع الكبرى أيضا ، إعادة تهيئة مرفأ العاصمة وجعله متنزه للعائلات الجزائرية، حيث انطلق مشروع على امتداد الخط الرابط بين الأميرالية وصولا إلى ميناء الجزائر، حيث سيتم استحداث منتزه ساحلي بالإضافة إلى بناء اكواريوم كبيرة تحاكي أكبر الاكواريومات الموجودة في الدول الأوروبية.
وسيتم أيضا إعادة تهيئة محطة القطارات آغا و جعلها المحطة الرئيسية للعاصمة، مع تزويدها بشرفات مطلة على البحر و كذا بناء فندق ذو خمس نجوم، لتصبح بذلك المحطة قبلة للسواح والعائلات.
مشاريع عملاقة
ستعرف الواجهة البحرية للمحروسة، إطلاق مشاريع ضخمة تتمثل في بناء نطحات سحاب تماثل لتلك الموجودة في أكبر المدن العالمية، حيث سيتم بناءها على امتداد الخط الرابط بين ميناء الجزائر وصولا إلى تمنفوست مع اطلالات وشرفات زجاجية تعطي لخليج الجزائر منظرا بهيجا.
ومن بين المشاريع التي تعرفها العاصمة أيضا تهيئة المنتزهات البحرية على امتداد الواجهة البحرية للعاصمة من بلدية عين البنيان إلى الأميرالية غريا، وصولا من منتزه الصابلات إلى تمنفوست شرقا، مع تهيئتها بشرفات و فضاءات للعب والتنزه عصرية و حديثة تجعلها متنفسا للعائلات الجزائرية.
استحداث مساحات عقارية جديدة
ومن أهم مميزات المشروع الأزرق هو استحداث مساحات عقارية جديدة تجعل تنفيذ المشروع ممكنا، فلطالما عانت العاصمة من عدم وجود أوعية عقارية تسهل إنجاز مشاريع جديدة، حيث إعتمدت المصالح المعنية على طريقتين.
أما الأولى فهي التوسعة نحو البحر ما أدى إلى زيادة المساحة العقارية أكثر وهو ماسيسهل إنجاز المشاريع المبرمجة خاصة الطريق البحري المزدوج و كذا المنتزهات البحرية، أما الطريقة الثانية لاستحداث عقارات جديدة فهي تهديم المستودعات القديمة على امتداد الواجهة البحرية للعاصمة و التي كانت تشوه منظر العاصمة وتحوز أيضا على مساحات عقارية معتبرة.
المشروع الأزرق جمال للعاصمة ومتنفس للعاصميين
ومن أهداف المشروع الأزرق إعادة العلاقة بين العاصمة والبحر، هذه العلاقة التي كانت ملهمة للفنانين والشعراء الذين أبدعوا في وصفها من خلال أعمالهم الأدبية او الفنية، لذلك يعتبر مشروع تهيئة خليج الجزائر بمثابة إحياء لتلك العلاقة الضاربة في جذور التاريخ، فالمشاريع المبرمحة ستعيد للعاصمة رونقها وجمالها بلمسة عصرية وحديثة، ما سيمنح لسكان العاصمة خيارات متنوعة، ومتنفسات جديدة تمكنهم من الاستمتاع بجمال البحر و البهجة.
بقلم: حليم بن بعيبش