شهاب برس : في سابقة خطيرة و غير مقبولة شهد مسلسل ” الدامة ” في اولى حلقاته على شاشة التلفزيون العمومي الجزائري بث مشهد يظهر فيه جدار في أحد الاسواق الشعبية بباب الوادي بالعاصمة ؛ مكتوب عليه اسم الحركة الانفصالية ” ماك “.
وهو ما يطرح السؤال حول غياب الرقابة على الأعمال الفنية الرمضانية من جهة، و كيفية تمرير كلمة ” mak ” عبر مسلسل تبثه قناة عمومية من جهة اخرى.
و تساءل البعض عن موقف سلطة ضبط السمعي البصري امام هذه” السقطة ” التي لا مبررات فنية لها، كما أن المخرج يحي مزاحم أو مدير الانتاج بالتلفزيون العمومي سمير ڨنز، يعلمان -مثل كل الجزائريين –
أنه لا تلاعب في التعامل مع حركة انفصالية مصنفة كحركة إرهابية، و يقودها الخائن والارهابي فرحات مهني، الذي حكمت عليه العدالة الجزائرية بالسجن المؤبد وهو محل أمر دولي القبض.
و تحقق حلقات مسلسل ” الدامة ” من إخراج يحي مزاحم و سيناريو سارة برتيمة أرقاما قياسية في عدد المشاهدات عبر منصة اليوتوب.
وصل عدد المشاهدات مليون مشاهدة في ساعات قليلة، فيما تحاوز بعضها عتبة الأربعة ملايين مشاهدة .
وقال الناشط ديدين بريك على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك “شاهدت حلقتين من مسلسل الدامة 2023 بصراحة أعجبتني، أعجبني دور مصطفى عريبي! يا له من متعة أن أراه يتقن دوره، هذه هي النتيجة عندما تكون للكفاءة الأسبقية على كل شيء.
ومع ذلك لم يسلم المسلسل من النقد ؛ إذ كتب الناقد د.محمد لمين بحري:معتبرا ” الدامة” أقرب إلى عمل وثائقي un documentaire وليس درامياً ومبرره أن المسلسل نقل وقائع يومية دون لمسة فنية او رؤية اخراجية ابداعية .
و أعتبر د.بحري أن ” ما نراه في الدراما الجزائرية التي تكرر الواقع بأسلوب إسقاطي لاواقعية فينة فيه.
بل بتكرارية نمطية تجلب الواقع والشارع للمشاهد.. بدل أن تجلب المشاهد للفن الدرامي الذي يعيد تشكيل الواقع أمام المشاهد بأدوات وتوابل فنية ورؤية درامية تخاطب واقع الناس بطريقة تخييلها الخاص،
ويضف نفس المتحدث “ما نشاهده اليوم في كثير من الأعمال الدرامية هو استجلاب للواقع بأدوات واقعية، وإسقاط شارعي مصمت القوالب لا تخييل ولا خيط درامي واصل أو فاصل بين الواقع والفن.
مما جعلها أقرب إلى الوثائقيات حول الجريمة والانحراف والتهميش والآفات الاجتماعية.. وتدبير اليوميات الروتينية “
و اكد استاذ جامعة بسكرة ؛ أن “… إعجاب الجمهور بما يقدم فهو مبرر تماماً لأنه إعجاب بالرسالة الوثائقية التي تعكس واقعه.. “
من جهته كتب الناشط فاتح ماضي في حسابه قائلا : ” في سيميولوجيا الصورة، دائما ماكانت الكتابات الجدارية تعكس لسان الشعوب خاصة في المناطق الشعبية، فهل أراد من يقفون خلف العمل أن يسوّقوا لذلك!! أم أنه مجرد امضاء واثبات وجود!!؟ في الحالتين، الأمر يوجب وقفة جادة … إن كان هناك من يقف طبعا…”
وجدير بالذكر ان انتقادات كثيرة تم توجيهها نحو مديرية الانتاج بالتلفزيون الجزائري من كرف منتجين خواص ؛ كان من ابرزها السماح بدعم انتاج مسلسل “ايزوران” للمخرج و السيناريست سليمان بوبكر رغم انه عضو في لجنة القراءة بالتلفزيون العمومي و المسلسل يتم بثه حاليا بنسختين ( عربية و امازيغية ) وهو أمر ممنوع – حسب المنتجين الغاضبين – و يكشف عن ” محاباة ” محتملة بين مدير الانتاج و المخرج( س. ب)
https://www.dev-x90t21y5g15a.shihabpresse.dz/?p=146655