مسجّلة أوسع وأطول احتجاجات منذ عام 2003، تكثف حكومة حيدر العبادي مساعيها لاحتواء الأوضاع ومنع تدهورها، عبر حزمة إجراءات لتسكين “ألم” الجنوب. إلا أن هذه الإجراءات تقابلها أزمة ثقة مع الحكومة والأحزاب، في ظل ارتفاع أعداد ضحايا التظاهرات إلى 11 قتيلاً وما يقارب 500 جريح، ما يجعل الشكوك كبيرة بمعالجة المطالب، خصوصاً مع حديث السلطات عن وجود مندسين ومخربين داخل الحراك الاحتجاجي. ويشارك الآلاف من أبناء البصرة وذي قار والقادسية والمثنى وبابل والنجف وكربلاء وميسان وواسط بالتظاهرات وبنسب متفاوتة لجهة أعدادهم والمناطق التي خرجوا فيها بتلك المحافظات، فيما لفت أمس الاثنين، حراك لناشطين مدنيين ومنظمات حقوقية وإنسانية لتنظيم تظاهرة في ساحة التحرير وسط العاصمة بغداد تحت عنوان تأييد احتجاجات الجنوب. وعلى الرغم من اختلاف شعارات ومطالب المتظاهرين من منطقة إلى أخرى، إلا أن هناك عوامل مشتركة بدت عفوية أيضاً بينهم، من أبرزها التنديد بالأحزاب الدينية، مع إحراق 17 مقراً للأحزاب في الجنوب حتى الآن، إلى جانب مقرات لمليشيات مقربة من إيران، إضافة إلى رفع شعارات تعتز بالهوية العراقية، فيما تتفاوت المطالب الخدمية بين توفير وظائف وفرص عمل وكهرباء وماء صالحة للشرب، وإصلاح واقع المستشفيات والمدارس، وإقالة مسؤولين محليين في محافظاتهم ومناطقهم.
https://youtu.be/8e8h0Ae18WE
واتسعت رقعة التظاهرات أمس الاثنين، لتشمل لأول مرة مدينة الحلة مركز محافظة بابل جنوبي بغداد، فيما تجددت موجة الاحتجاجات في البصرة، وتحديداً في القبلة والمعقل والزبير وخور الزبير وأبو الخصيب والمدينة وشط العرب، وفي الناصرية بمحافظة ذي قار، وفي النجف مركز محافظة النجف، وكذلك المشخاب، وفي ميسان وتحديداً مدينة المجر الكبير والعمارة، وفي مدينة السماوة بمحافظة المثنى وبلدات أخرى مجاورة لها، وفي كربلاء في مركز المدينة، إضافة إلى قضاء الهندية، وفي القادسية تركزت في مناطق الديوانية والدغارة. كما امتدت الى العاصمة العراقية بغداد حيث تجمع المئات بساحة التحرير بالتزامن مع قيام متظاهرين من حي العامل بغلق طريق بغداد باتجاه المطار كما عرف حي الشعلة اعمال شغب و صدام مع قوات الامن التي اطلقت اعيرة نارية قصد تفريق المتظاهرين
ودخلت عشائر مستقلة جغرافياً على خط الاحتجاجات، إذ قطعت عشيرة خفاجة طريق بغداد – ذي قار لساعات، قبل أن تفتحه للمواطنين والقوافل التجارية. كما قطع أفراد من عشيرة بني تميم طريق العمارة ـ البصرة أيضاً، فيما توافد المئات من أبناء القرى إلى مراكز المدن للمشاركة في المظاهرات