جاء المرض ورحب به العبد ، قاوم حياته من أجل العيش ، تغلب على الحياة ، كان صامدا ضد مرضه ، إلا أنه فشل أمام البشر ، مواطن جزائري لا حولا ولا قوة له ، مريض بمرض كلي ، ويقوم بدورة استثنائية بغسيل كلي، مرضه لو جاء من بلاد متحضرة تعرف حقوق الإنسان وتقدره ، لكان أسهل مما نتخيل ، إلا أن مستشفيات الجزائر أصبحت جحيم كبير لا يغتفر.
يقال أنه لم يكن معه ثمن لدفع جلسة غسل كلي ، ظل خمس ساعات ينادي في البشر ، أغيثوني وكونوا نو الذي يريحني ، إلا أن ندائه لم يسمع ـ وكلامه لم يعتبر ، وكأنه مجرد جدار ، حتى رفع من المناداة إلى التوسل ، أنقدوني من فضلكم ، أغيثوني بهذا الغسيل ، حتى رحمه الله من البشر ، مات أمام أعين شياطين المستشفى ، مات ولم يعتبره أحد ، مات ولم يهلع إليه أحد ، ما أقصى مشهد الذي تنعدم فيه الرحمة من قلبونا ..
م..م