إن المسيحية ليس فيها تشريعاً مفصلا لشئون الحياة ، يضبط التصرفات و المعاملات ، و ينظم التفاعلات و العلاقات الاجتماعية و السياسية و الاقتصادية ، فك لمات المسيح في الإنجيل كلها مواعظ و روحانيات وأخلاقيات على خلاف الإسلام ، الذي جاء بعقيدة و شريعة ، تبين الحلال و الحرام ، تُقسم الحقوق والوجبات ، تُفصل في الإدارة و المال و المبادلات و المعاملات و السياسات ، داخل المجتمعات الإسلامية و الغير الإسلامية.
المسيحية تقبل فصل الدين عن الدولة ، و هذا واضح في نصوص الإنجيل ، قال المسيح عليه السلام : ( أعط ما لقيصر لقيصر ، وما لله لله ! ) ، و أبسط طالب دارس ( للأديان المقارنة ) يستطيع إظهار الفرق وإحقاق الحق في القضية ، و يستطيع أن يبين بأن الإسلام جاء بعكس هذا تماما . أجمع الفقهاء بأن الإسلام دين و دولة ! و أقرؤوا كلام ابن خلدون في ( المقدمة ) ، و كلام ( أبو حامد الغزالي ) في كتاب ( الاقتصاد في الاعتقاد ) و كلام الماوردي في كتاب ( الأحكام السلطانية ) والشهرستاني في ( نهاية الإقدام في علم الكلام ) و ( عضد الدين الإيجي ) و ( الجرجاني ) و شيخ الإسلام إبن تيمية في كتابه ( السياسة الشرعية في إصلاح الراعي و الرعية ) ،والكتاني في ( التراتيب الإدارية في نظام الحكومة النبوية ) و أفضل الكلام هو القرآن لقوله تعالى ( أفغير الله أبتغى حكما ،وهو الذي أنزل إليكم الكتاب مفصلا ) صدق الله العظيم
أيها العِلماني الجزائري ، يا غافل !
الغرب تركوا دينا كان يحارب العلم و يقتل العلماء ، فكيف تريد منا أن نترك دينا يشجع العلم و يشجع العلماء ؟ إن الغرب لم يعرف الدين الذي نعرفه نحن ! و لا حتى الإله الذي نعرفه نحن ! إن إله الغرب هو إله أرسطو الذي لا يعلم ولا يدبر شيء ! وعلق مؤرخ الحضارة و الفلسفة ( ول.ديورانت ) على أرسطو و فكرته ساخراً في كتابه ( مباهج الفلسفة ) : ( مسكين إله أرسطو ، إنه أشبه بملك الإنجليز هههه يملك و لا يحكم ! ) أما إله المسلمين يملك و يحكم .
صراع العِلمانية و الإسلام يُنهيه الشعب ، الكرة في مرمى الجمهور ! هو الذي يختار و ينتخب و يُقرر ، فإذا أراد الجزائر دولة عِلمانية ، فلتكن كذلك ! و إذا أرادها إسلامية ليس من حق أي جهة أن تتدخل في إرادة الجمهور ! و هذه هي الديمقراطية . يا جماعة ! أنا أول من يفزع من أطروحات الأستاذة ( حدة_حزام ) أو الصحفي المحقق ( عبدو_حلول ) أو زعيم حزب ( MDS ) فتحي غراس أو الأديب ( بوعلام_صنصال ) أو الكاتب ( كمال_داود ) أو التيار العلماني بشكل عام ، و لكن دائما أدعو إلى الحوار ، إلى النقاش ، إلى مجابهة الفكرة بالفكر ، إلى قرع الحجة بالحجة لتتضح الأمور ، و سيكون اختلافنا رحمة إذا وضعنا مصلحة الوطن فوق كل اعتبار.
بقلم أمين بلقايم