شهاب براس _في بركان هناك ، لا صوت يعلو فوق صوت المعركة… والليلة ليست كباقي الليالي. حين تصدح صافرة البداية مساء الأحد، سيعرف الجميع أن التاريخ يكتب من جديد، وأن كأس الكونفدرالية الإفريقية تنتظر من يملك الجرأة ليعانقها ،من قلب الملعب البلدي،حيث يحتدم الصراع الكروي بين عميد الأندية الجزائرية وشيخها الذي يصبو ، لشدّ الرحال نحو المجد، حين يواجه أصحاب الارض نهضة بركان المغربي في موقعة لا تقبل القسمة على اثنين. إنها أكثر من مجرد مباراة… إنها معركة كروية ساخنة عنوانها: “من يخطو أولى خطواته نحو المجد.
يدخل النادي الرياضي القسنطيني الممثل الوحيد للكرة الجزائرية هذه المواجهة مدججًا بثقة عالية ومعنويات مرتفعة بعد إنجازه الكبير قدمه في الدور الربع النهائي، حين أطاح باتحاد العاصمة بركلات الترجيح (4-3)، عقب تعادلين مثيرين ذهابًا وإيابًا (1-1). الفريق، الذي يمني النفس برفع أول لقب قاري في تاريخه، يسعى للعودة بنتيجة إيجابية من بركان قبل موقعة الحسم في قسنطينة حاملا على عاتقه مسؤلية تشيرف الراية الوطنية واسعاد الجماهير القسنطينية لكتابة فصلا جديدا من حكاية مجدا لعميد الأندية الجزائرية والافريقية.
المدرب خير الدين مضوي، الذي يعرف جيدًا دهاليز هذه المباريات الكبرى، سيعتمد على تشكيلة متوازنة بقيادة الحارس بو حلفاية، وأمامه دفاع يتكوّن من الرباعي مداحي، بلول، بودرامة، وبعوش. في وسط الميدان، يتولى بن شعيرة، مرباح، وديب مهمة التحكم بإيقاع اللعب، بينما يشكّل بلحسيني، طمين، وبن شاعة رأس الحربة الناري الذي يعوّل عليه أنصار “السياسي” لهز شباك المغاربة. كما ستكون عودة ميلود ربيعة والطاهر فتح الله بعد تعافيهما من الإصابة ورقة إضافية تعزز خيارات المدرب الفنية.
وأكد مدرب السنافر في تصريحات قبيل المواجهة أنه على دراية كافية ب حجم المسؤولية،حيث ستكون مباراة قوية، والمفتاح سيكون في ارتكاب أقل عدد من الأخطاء. نلعب الذهاب خارج الديار، وهي فرصة تمنحنا أفضلية نفسية قبل الإياب في قسنطينة”.
على الجهته المقابلة ، يخوض أصحاب الأرض نهضة بركان اللقاء بتوتر واضح، خاصة في ظل غيابات مؤثرة بسبب الإصابة، لكن الفريق المغربي لا يفتقد للخبرة القارية، إذ اعتاد التواجد في الأدوار المتقدمة من البطولة، وتمكن من بلوغ نصف النهائي بعد إقصاء أسيك ميموزا بنفس النتيجة ذهابًا وإيابًا (1-0). مدرب الفريق سيعتمد على تشكيلة يقودها الحارس المحمدي، ويقود خط الدفاع كل من دايو، ساديل، منعوت، وعسال. في الوسط نجد البحيري، الرياحي، لامين كامارا، وخيري، بينما يتقدم الهجوم الثنائي الزغودي وباسين، في محاولة لاختراق الدفاع القسنطيني وتحقيق فوز يريح الأعصاب قبل لقاء العودة.
مواجهة تفيض بالحسابات، لا تقبل التهاون ولا تخضع للتكهنات حيث يأمل السياسي في أن تكون ليلة بركان بداية لحلم طال انتظاره، فيما يطمح أصحاب الأرض إلى استغلال عامل الملعب والجمهور لتسجيل الأفضلية.
جذير بالذكر ان الفائز من هذه المواجهة المرتقبة سيضرب موعدًا في النهائي مع المتأهل من لقاء سيمبا التنزاني وستيلنبوش الجنوب إفريقي، فيما تُقام مباراة الإياب بين شباب قسنطينة ونهضة بركان يوم الأحد 27 أبريل على ملعب الشهيد حملاوي بقسنطينة، بداية من الساعة الخامسة مساءً، وسط أجواء يُنتظر أن تكون مشتعلة حتى الدقيقة الأخيرة.
ولتأمين أجواء المباراة، كلّفت لجنة التحكيم التابعة للكاف طاقمًا يقوده الليبي معتز إبراهيم، بمساعدة التونسي خليل حساني، والليبي عطية عيسى، فيما سيكون الحكم الرابع هو المبروك محمد. أما غرفة “الفار”، فستقودها السيدة ماريا باكيتا سانكيلا ريفي من جزر موريس، رفقة ليتيسيا أنطونيلا فيانا من إيسواتيني.
اللقاء يُبث مباشرة على قناة beIN Sports 3، بداية من الساعة 20:00 مساء.
بقلم رفيدةعبيدالشارف