شهاب برس- تعيش ولاية قسنطينة على وقع المالوف العريق،وألحانه،ومن فوق الصخر العتيق، تحاكي ليالي رمضان عراقتها وتستحضر أمجادها، حيث تتزين المدينة بجسورها المعلقة، وتعانق أزقتها العتيقة نسمات رمضان في أجواء مفعمة بالإبداع والتراث.
وفي هذا الشأن، أعدت مديرية الثقافة والفنون لولاية قسنطينة برنامجًا ثقافيًا وفنيًا متنوعًا، ليجعل من ليالي الشهر الفضيل فرصة لاجتماع الفن بالتاريخ، والذاكرة بالإبداع.
وتبرز وسط هذه الأجواء، مبادرة “لمة لحباب” كإحدى الفعاليات التي تعيد رسم ملامح السهرات القسنطينية الأصيلة، حيث تحتضن دار الثقافة مالك حداد لقاءً يجمع بين الفنانين، الشعراء، الحكواتيين وعشاق التراث، في جلسات تتناغم فيها المواويل مع الألحان، وتتعانق فيها الحكايات مع الشعر، هناك، حيث تتوسط سينية النحاس المجلس، يُدندن أحدهم على العود، ويرد آخر بموال يحمل عبق الزمن الجميل، فيما يحكي الشيوخ قصصهم التي تنسج خيوط الذاكرة الجماعية، ليكون اللقاء بمثابة جسد ينبض بالحياة، وروح تحيي إرث الأجداد.
ولأن رمضان في قسنطينة لا يقتصر على السهرات العائلية، بل يمتد إلى فضاءات أرحب، يشمل البرنامج الثقافي والفني لهذا العام عروضًا موسيقية ومسرحية، إلى جانب جلسات شعرية وأدبية تستضيف نخبة من المبدعين.
وسيكون المسرح الجهوي، دار الثقافة وسينماتيك قسنطينة، على موعد مع جمهور متعطش للفن، حيث تتلاقى الأجيال في فضاءات مفتوحة للإبداع والتواصل.
وتنطلق أولى سهرات “لمة لحباب” يوم الأربعاء 5 مارس 2025، بداية من الساعة التاسعة ليلاً بكافيتيريا دار الثقافة مالك حداد، في أجواء تعكس الدفء العائلي، وتعزز هوية قسنطينة الثقافية العريقة.
هو رمضان يمرّ على المدينة، لكنه يترك أثره في كل زاوية، في كل نغمة، وفي كل حكاية تُروى على ضوء السهرات الرمضانية، حيث الروحانية تلتقي بالإبداع في حضن مدينة لا تنام على الفن.
بقلم: رفيدة عبيد الشارف