الاعلامي العراقي فايز ناصر الكنعاني ضيف الشهاب لهذا العدد هو ابن العراق الحضارة و الفكر ،الاعلامي و السيناريست و السياسي فايز ناصر الكنعان أين يتحدث عن تجربته السينمائية الابداعية و كيف يرى بلد النهرين الان ….
أهلا بكم أستاذ بداية الكتابة ،السينما ،الاخراج و السياسة أيهما يعرف أكثر فايز الكنعان؟
الشغف بالتغيير يجعل الواحد منا يتذوق كل الفنون و العلوم أنا مثلا محاضر في اتحاد أدباء العراق و في جامعة البصرة مكلف بالقسم الاذاعي و الاخراج التلفزيوني بكلية الفنون الجميلة اضافة الى سحر السينما و الكاميرا أين أنتجت و كتبت عدة عناوين شاركت بها حتى خارج العراق في تظاهرات سينمائية و مهرجانات.
لو تحدثنا عن الشق الاعلامي و الكتابة للسينما من يخدم الاخر أكثر؟
الاعلام محيط أوسع من كتابة السيناريو فهي تخصص دقيق ثم الكتابة الاعلامية بالمعايير الحديثة و صياغة الخبر ينبغي أن يكون الاعلامي متمكنا من كتابة السيناريو ،اليوم أصبح الخبر صياغة قصة بدل النمطية الجافة .
في أعمالك المتنوعة هل تكتب عراق اليوم أم العراق الذي في مخيالك؟
العراق الذي في الواقع المرير يحيلني الى عراق جميل أحلم به ،هذا الواقع هو بالنهاية بلازما غنية للإنتاج الفكري الابداعي .
يمكن القول أن العراق شهد مرحلتين في العصر الحالي غيرت عدة معطيات بعد سقوط صدام فالى اي مدى يمكن اعتباره معيارا تقييميا؟
الوضع بالعراق اليوم يشبه جثة تتناولها ضباع سياسية بينهما تفاهمات و مشتركات ،في حكم الديكتاتور يعدم العراقي في أي لحظة لكنه اليوم يقتل بيد أخيه في طائفية مقيتة و الثقافة أصبحت خواء و بأسا .
هل يبكي اليوم المثقف العراقي صدام ؟
المثقف العراقي لم يكن في نعيم الحرية و الابداع ليبكيه انما من يبكيه اليوم هم العراقيون المتقاتلون باسم الأحزاب و الطوائف و الانبطاح للآخر باختلاف هويته ،الهوية التي كان يحافظ عليها المثقف و لو بانتاجات بنظام التقطير المفلتر الذي اتبعه الديكتاتور فترة حكمه الطويلة .
في “أطباق صقور مشوية “قلت حكومة صدام لم تخرج من مدرسة أو معهد سياسي يعلمها أن لا تقع بأخطاء من نمط شي الصقور و انما خرجت من تلك الثقافة الريفية ذات المرجعية البدوية و بدون تنقيح لأخلاقي و هذا مهم” .
اليوم هل كفت حكومات ما بعد صدام عن شي الصقور و قمع المبدع؟
أنظمة مابعد صدام لا تؤمن بالحضارة و الثقافة تحكمها عنصرية و طائفية و أنانية ، فهم لا يفقهون منطق بناء الدولة و الديمقراطية و الاسلاموي لا يؤمن بالأوطان فهي مفاهيم غريبة عن عقليته القاسية و مرجعيته العليلة و المثقف الان صحيح تتوفر في يده أزيد من خمسين فضائية لا تعبر عنه و الانفتاح للآخر هو من ضيع العراق لأنه انفتاح غير مدروس لهذا فالمثقف يهاجر حنى اليوم ليس ليطلب الحرية التي قيدها صدام انما ليحافظ على هوية اضمحلت بسبب ممارسات الساسة و أنظمة اليوم الذين يتقنون حتى الكتابة و همهم الرتب العسكرية المجانية لهذا من جاء بعد صدام هم من بيض وجه صدام
.الاستاذ فايز هذه الاجابات الاخيرة تجرنا الى سؤال حول الأنظمة السياسية التي تحكم العالم العربي هل قُدر على العالم العربي أن يحكه إما دكتاتور، أو مجموعة من من المرتزقة تشيع الفوضى في ربوع الوطن حيث أنه أغلب البلدان التي تخلصت من الحكم الديكتاتوري بطريقة أو أخرى إتجهت الى ما يسمى بالفوضى او ما أطلقت عليه انت اسم الفوضى الجميلة
بالتاكيد يبدو على العرب انهم لا يفقهون ثقافة الديموقراطية وثقافة الدولة يعني اليوم الذي جاء الدينيون و الاسلاميون سواء كانو شيعة او سنة كلاهم لديهم قاسم مشترك و هم انهم لا يؤمنون بالوطن بل يؤمنون بالدولة و يعتبرون كلمة وطن “مايشن” و الامة او القطر “country” مجرد مفردات اوروبية و مفردات جديدة لديهم انتماء الى الدين و التدين و الانتماء الى الاسلاماوية و اعتقد انه واحد من المشاكل لان بناء الدولة يختلف عن هذه الأطر الأيديولوجية المريضة واعتقد أن حكم العراق من الاحزاب هي” إكيسبارد” وذللك يعني أنها فاقده للصلاحية، و اعتقد ان تاثير الحضارات منذ زمن طويل هو ان الشيوعية اصبحت “كيسبارد” و ان حزب الدعوة الشيعي اصبح “إكيسبارد” و كذلك الاخوان المسلمين أصبحوا “إكيسبارد” و بالمناسبة حزب الدعوة الذي يحكم العراق و هو شيعي طبعا هوا ادبياته من ادبيات الإخوان المسلمين يعني عندما كان حركة سرية كان يعتمد على ادبيات الإخوان المسلمين اذاً ليس هناك فرق في الأساسيات.
هل ترى دور للقوى العظمى الغربية فيما نحن فيه كعرب و كمسلمين
هذا سؤال جيد نحن جميعا ننظر الى المؤامرة، و نقول انها سبب ما نحن فيه لكن أنا لديا وجهة نظر أخري نحن كعرب و كعراقيين ومسلميين ، جميعآ منبطحين الى الآخر يعني مثلا نحن نقول اليوم نفوذ إيراني ، نحن العراقين كسرنا مجاذيف ايران خلال الحرب في 7 او 8 سنوات فكيف نذكر أن هناك نفوذ إيراني داخل العراق اذن هناك انبطاحا عراقياً ،هناك احزاب عراقية أصبح لها نفوذ في العراق هي التي انبطحت للنظام في ايران كذللك هناك سياسيون انبطحو للولايات المتحدة الامريكية اذن نحن من ينبطح الى تلك القوى العظمى و ثم نجعل منها مسوغا.
٠
سنة 1998 استشرفتم سقوط صدام في “البرج و الثعبان” اضافة الى مسرحية السابعة بتوقيت شارع عبد الله بن علي التي جاءت أيضا لتدون تاريخا اخر في علاقة أمريكا بالإسلام ، اليوم المثقف الى اي مدى تكمن صعوبة رسالته في التغيير و قراءة الغد ؟
المثقف اليوم بدرجة وعي كبيرة و بإمكانه فعل الكثير خاصة ان الجيل الحالي اعني جيل الالفينيات يمتلك استعدادا للتغيير و ما المظاهرات المنتشرة بالعراق إلا فتيل لثورة التغيير و طلب الافضل بالشكل الحضاري الذي لا يقتتل فيه العراقيون و هذا يكون في بناء الطفل في مدنية لصناعة المستقبل دون تشوهات عرقية ووحل الطائفية و بالتعليم دائما لأنه أكبر التحديات اليوم فالأمية تفتح الباب محو المجهول استعمارا و قمعا و جهلا.
2_المجتمعات العربية تسعى الى هدم القيم العقيمة و احياء اخرى على مقاس الحياة لو نعود لاعمالك
هل من عناوين أشرت فيها الى هذا? وهل سقف الحريات اليوم مع او ضد هذا الحراك ?
كتبت مسلسلا تلفزيونيا في زمن نضام صدام حسين فيه نوع من القناع او “الماسك ” هذا المسلسل اسمه “البرج اورفابان” البرج هو العراق و هذا الفندق لديه مجلس إدارة و يعاني من التدهور الاقتصادي و السياسي و على إدارته ان تُستبدل كحتمية تاريخية، و بالأخص ادارة هذا الفندق ومن إشارة من عندي، إشارة تنبؤية الى سقوط نظام صدام حسين و حدوث تحول و هذا العمل كتبته سنة 1998 او 1999 و قد تناولت فيه الارهاب البيئي الذي لحق بهذا الوسط و بتلك المنطقة،
ختاما أستاذ فايز الكنعان عبر شهاب برس كيف ترى علاقة المثقف الجزائري و العراقي؟
شكرا لشهاب و للجزائر و أتمنى من المثقفين في كلى البلدين أن يعملوا على تكثيف التبادل الثقافي و الفكري خاصة ما تعلق بالنشاطات خارج الاطار الحكومي المؤسساتي و أعني المبادرات الفردية و العراقي مطلع بشكل جيد على تاريخ الجزائر بل يعرف كل رؤسائها و الأيقونة جميلة بوحيرد طبعا ، سابقا كامن لدينا مجلات يكتب فيها كل المغاربة و العرب اليوم أمنيتي أن نتعامل بمنطق الفكرة لا بفوضى الطائفة .
مازوني فتيحة .