لا أعرف من أقنع (بني علمان ) العرب أن العلمانية هي نقد الدين ، ولا أعلم لما لم يخبرهم أحد أن العلمانية وضعت لتطور لا للكسل،أصحاب العلمانية الأصليون كان لهم هدف للقضاء على فساد الكنيسة ، وقد نجحوا بالفعل كيف لا وهم صنعوا من أوروبا العجوز،حضارات متطورة في كل الميادين الإجتماعية والإقتصادية والعلمية وحتى السياسية ،لكن أصحاب العلمانية ( المزيفون ) أقصد بعض فئات من العرب، ترى أن الدين هو محور أمني وحاجز ضخم يمنعهم من الوصول إلى حرياتهم الفردية، وعليهم بنقد يوميا لتخلص من هذا الحاجز ، لكن محاولتهم الفكرية الوهمية التي لا اساس لها من الصحة ، ليست من باب فتح العلم ودراسة الحضارات الكبيرة ،أو وضع خطط جهنمية لرفع وتيرة العلم وتطور البلاد ، وجعل العاصمة لندن البريطانية ، أو جعل أدرار تكساس الأمريكية ، او جعل وهران نمسا إفريقيا ، وإنما نقدهم لدين من أجل نزع هيمنته على الحريات الفردية التي تقضي على الإحتشام، وكأنهم يريدون الإنحناء لسيدي العريان ( نتاع مصر ) .
جاءت من بلاد بعيدة ، هي من عائلة محافظة دينية ، تقاليد منطقتها معروفة في تاريخ،مدراس قرأنية و زاويا كثيرة لتدريس القرآن،إلا أن فكرها المنحرف جعلها تعتقد أن العلمانية هي النجاة الوحيدة للقضاء على الدين، فنزعت الحجاب وبدأت تخرج من دائرة الإحتشام ، بل حتى أنها اصبحت تؤمن أن سيدنا أدم وأمنا حواء مجرد اسطورة ، والاكثر من هذا هي تقدس الجنس بإسم الحب ، وكل حرمات يحرمها الإسلام ، اصبحت عندها مجرد فك لقيود كانت تحطمها مند صغرها ، إذن العلمانية أخرجتها من دائرة ( الحشمة ) إلى مستطيل ( سيدي العريان ) لأن ايمانها الضغيف ، وفكرها المنحرف ، أوهمها أن العلمانية هي التعري ، وإظهار الجسد كله ، وتمتع جنسيا ، بل اكثر من هذا هي تشجع بيوت الدعارة وترغب أن يكون لهم سجل تجاري ،والمصيبة أن الكثير من يرى نفسه مسلم وتجده في لقاءت الدينية، والمؤتمرات الفكرية يشجع فكرها المنحرف .
تمنيت لو يشرح أحد علماء أوروبا للعرب أن علمانية ليس الجنس،وأن قواعدها لا تعني الكفر،وأسلوبها لا يعني أن الله غير موجود ، وأن كل ما تحتويه العلمانية لا يعني أنها تعطي الحق من أجل التمرد على تعاليم الدين، لما لا يرشح لهم أحد الكنيسة محترمة في أوروبا ، وأن علماء اليهود والنصارى يحترمون الكنائس والمعابد،وأن القديس والكاردينال والبابا والخاخم لهم قيمتهم في المجتمع ، لكن لا حياة لمن تنادي خصوصا من العربي المسلم ظاهريا الذي يحمل سيف الباطل ضد الإسلام ، مقتنعا أن الدين هو العرقلة الوحيدة له بحياته.
كونتم الإباحة في عقولكم ، ولا أعرف تأخركم من اجل إطلاق شعاركم( التعري حرية علمانية ) هناك قلة فيكم تعطي للفكر قيمة وتؤمن بالاختلاف ، لكنها محترمة تحترم الدين والبلاد والعباد ، لأن نقد الدين ليس علم ، نقد ما هو إلا مرض خبيث يوهم صاحبه أنه على حق ، والأمة الإسلامية وتلك معجزات والانباء والرسل على مدار التاريخ على خطا ، يعتقد صاحب هذا المرض ان العالم كله على خطأ وأنبياء العلمانية هم على حق .
بقلم جمال الصغير