عد إلى بيتكم أحسن من المراهقة السياسية المتعفنة التي تحاول بناء بها جسر على حساب تاريخ والدك،عد إلى بيتكم ولا تلعب بالتاريخ،لا تكن مستغل لشهامة والشموخ،ولا تلعب بالشجاعة والعلم والتضحية،ولا تبدأ بالخروج بعد السكوت لسنين، فإن الصامت على الحق ليس له حق للكلام، إن ما نراه حاليا منك ليس حق دستوري بصفتك مواطن يريد الترشح للانتخابات الرئاسية،وإنما نرى تجارة على طاولة التاريخ،نرى استغلال واضح لتاريخ،نرى تجربة فاشلة لتوزيع التاريخ على الشعب لمحاولة استدراج عاطفة الشهداء والمجاهدين وقادة الثورة،الزمن تغير يا سي ” ناصر” أنت تمشي إلى الخلف عوض أن تتقدم إلى الأمام،وكأنك متحصل على سجل سياسي بصفتك ابن قائد ثوري ورئيس جمهورية سابق ومناضل يدعى ” محمد بوضياف”، فإذا كانت بداية الحملة هي الاستغلال فكيف يؤمن عندك شعب تقدر نسمته بــ 46 مليون، أنت تبدأ بعملية جراحية سياسية بتشويه سمعة والدك وبدقة عالية،حينما تخاطب الناس فيسبوكيا،بعد أن كان والدك يخاطبهم عمليا ”من كان يؤمن ببوضياف فإن بوضياف قد مات ، ومن كان يؤمن بمشروع الشهيد ومبادئ ثورة أول نوفمبر فإنهم باقون” أخبرني فقط ألا تشعر بهذا الكلام أنك تخدع الشعب من جهة ، وتشوه وتستغل سمعة والدك والشهداء من جهة أخرى ، أليست هذه جريمة إنسانية تاريخية لا شرعية، ولا ترحب بها طبيعة الإنسان كونها مصدر احتيالي، ودليل على أنك في مرحلة استغلالية لمرحلة ولداك ، هو أنك لم تقدر على تقديم نفسك للإعلام كموطن يريد نيل حقه الدستوري من أجل الترشح ، وإنما أنت في كل خطاب أو حصة تلفزيونية أو لقاء إذاعي تتكلم عن شخصية والدك ، أخشى أن يكون برنامجك السياسي إذا كان هناك برنامج بعنوان” محمد بوضياف”.
عد إلى بيتك وحاول أن تحافظ على سمعة والدك،فإن التاريخ لا يرحم النسل بعد أن يقدر الأصل،مازال محمد بوضياف في عقولنا و قلوبنا،لهذا سيكون من المحزن أن نرى مسيرته العطرة وناضله وكفاحه تذبح من طرف ابنه، عوض التفكير في تأليف كتب ومجلدات،ومسرحيات وأفلام سينمائية لترسيخ الذاكرة ولتعرف الأجيال القادمة من يكون محمد بوضياف ، أنت تحاول جاهدا أن يحذف التاريخ والدك، من مؤسف أن نرى هذا ، تمنيت لو حظيت بتزكية أصحاب والدك ، أنا متأكد أنهم سيطالبون منك عدم الترشح .