شهاب برس- دقت منظمة حماية المستهلك ناقوس الخطر، وحذرت من انتشار ظاهرة ما تسمى بـ“تحدي الباراسيتامول” على مواقع التواصل الاجتماعي، واصفة هذه الظاهرة بـ”الدخيلة والغريبة” عن قيم المجتمع الجزائري وهويته الإسلامية التي تجعل من حفظ النفس البشرية أحد مقاصد الشريعة.
وفي بيان لها، عبرت المنظمة عن قلقها العميق إزاء ترويج هذا التحدي الخطير، الذي يدفع بعض المراهقين إلى تناول جرعات زائدة من دواء الباراسيتامول في محاولة لإثبات القوة الجسدية ومواجهة الألم، تماشياً مع “مزاعم طائشة مقلَّدة عن تحديات أطلقها متهورون غربيون”، واصفة إياه بـ”السخيف والخطير”.
وشددت المنظمة على أن الحقائق العلمية تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن الجرعة الزائدة من هذا الدواء تُحدث تسمماً حاداً في الكبد، قد يتسبب في تعطل وظائفه بشكل نهائي وينتهي بالموت، داعية في هذا السياق إلى ضرورة التحرك الفوري للحد من انتشار هذه الظاهرة.
كما دعت المنظمة شباب الجزائر إلى التحلي بالوعي وروح المسؤولية، والتمييز بين السلوكيات الإيجابية والممارسات الضارة، مؤكدة أن الشباب يمثلون ركيزة أساسية في بناء مجتمع متماسك يحافظ على قيمه ومكتسباته.
وفي السياق ذاته، ناشدت المنظمة أولياء الأمور بعدم ترك أدوية مثل “الباراسيتامول” في متناول المراهقين، كما طالبت الصيادلة بالتحلي باليقظة وعدم صرف هذا الدواء للأطفال إلا بوصفة طبية، حفاظاً على سلامتهم وتفادياً لعواقب وخيمة.
وختمت المنظمة بيانها بالدعوة إلى التصدي لهذه الممارسات غير المسؤولة بالتوعية الجماعية، والتعبئة ضد كل ما يهدد أمن وسلامة الشباب، معتبرة أن حماية الأرواح مسؤولية مجتمعية مشتركة.
ومن جهتها، حذرت الجمعية الوطنية للصيادلة الجزائريين، في بيان لها، أمس الأحد، من تحد خطير انتشر مؤخرا عبر منصات التواصل الاجتماعي، خاصة “تيك توك”، يُعرف باسم “تحدي الباراسيتامول”، ويمثل تهديدا حقيقيا لصحة الشباب والمراهقين.
وفي بيان تحذيري، أوضحت الجمعية أن هذا التحدي يشجع على تناول جرعات عالية من دواء الباراسيتامول بهدف إثبات الجرأة أو كسب الانتباه، ما قد يؤدي إلى تسمم كبدي حاد، فشل خطير في وظائف الكبد، وقد ينتهي بالموت في غضون ساعات إذا لم يتم التدخل الطبي في الوقت المناسب.
الجمعية دعت الأولياء والأسرة التربوية، بالإضافة إلى مهنيي الصحة، إلى التحلي بالوعي والتصدي لهذا التحدي العبثي، مطالبة بضرورة تأمين الأدوية وإبعادها عن متناول الأطفال والمراهقين، خاصة أن سوء استخدامها قد تكون له عواقب وخيمة.
كما حثّت الجمعية الصيادلة عبر الوطن على توخي الحيطة والحذر عند صرف دواء الباراسيتامول دون وصفة طبية، لا سيما بالنسبة للفئات الحساسة كالمراهقين، مذكرة بأن الصيدلي يمثل حجر الأساس في سلسلة الوقاية والتوعية الصحية.
وتحول ما كان يبدو في البداية كلعبة ساذجة إلى ظاهرة مقلقة شغلت الرأي العام، بعد أن اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي، مثيرة موجة قلق وهلع في الأوساط العائلية والطبية، خاصة وأن بعض الحالات تم تسجيلها فعلياً وسط الشباب.
وأشارت الجمعية إلى أن الاستهتار بحياة الشباب والترويج لسلوكيات خطيرة عبر المنصات الرقمية بات يتطلب تدخلاً جماعياً من جميع الجهات المعنية، داعية إلى رفع مستوى اليقظة المجتمعية والرقابة على المحتوى المنتشر إلكترونياً حفاظاً على السلامة العامة.