كلما تجد حركة حمس نفسها في دوامة من مشاكل وتخبط عشوائي الذي يهدد وجودها ، تحن إلى أيام التحالفات مع الحكومة ، لكن فكها لارتباط القديم مع ”الأرندي ” و ” الأفالان ” جعلها تفقد ثقة الرئاسة، مرة تنادي بالمعارضة ، ومرة الأخرى بالتوافق الوطني ، مع العلم أنها لم تستطيع أن تنجح في الإتفاق مع اي حزب محسوب على المعارضة ، و هذا ما يجعلنا نتأكد أن ضياع استقرار حمس يجعلها تعود إلى نقطة البداية ، وهي موالاة النظام ، وترحيب بجميع خيارته ، ودخول معه في حكومة توافقيه على رأي رئيسها عبد الرزاق مقري .
مقري لم يكتب روايته السياسية في هذه الأيام بشكل الصحيح، ضاعت الحبكة ، وضاع زمان والمكان ، وفشلت الرواية لأن من يقرءاها يعلم جيدا نهايتها ، ألا وهي مغامرة مقري في البحث عن طريق يؤدي إلى المرادية ،مع أنه يستحق الإنصاف والتصفيق ، بمجهوده الجبار، من اجل أن يقنعنا أنه يبحث عن مصلحة الوطن،خدعة بسيطة فتحت ثغرات كثيرة في رواية التي أطلقها عليها ”مبادرة التوافق الوطني” يا دكتور مقري وهل مصلحة الوطن تكمن فقط في عودتك إلى جناح السلطة ، رواية التوافق الوطني فشلت بسبب أخطاء وقع فيها صاحبها.
دعوته إلى الجيش من أجل التدخل
هذه الدعوة انعكست سلبا على حزب الشيخ نحناح الله يرحمه ، لأن البعض رآها تحرش بأمن الجزائر على قول طيب لوح وزير العدل ، والبعض الأخر رأها تمرد على قصر المرادية ، أم خصوم مقري فلمح الكثير منهم أن رئيس حمس يريد أن يكون الإبن المدلل لجيش الوطني الشعبي ، والباقية أكدت أن الرجل الأول في حمس لم يدرس التجارب الكثيرة التي مرت عبر 15 سنة لشخصيات عارضت النظام ، من بن فليس قديما إلى الهامل حديثا، وهذا ما يجعلني شبه متأكد أن مقري سينقلب عليه خصومه .
لقائه مع أحزاب الموالاة
إذا كان مقري يرغب في مصلحة الوطن ، ويرى أن النظام سبب بقائه هو التزوير ، فما الجدوى من الجلوس مع عمارة بن يونس ، الرجل الذي يعتبر من حراس النظام ، نفس هذا النظام الذي دعوت يا دكتور المقري الجيش من أجل التدخل لتركيب الانتقال الديمقراطي في البلاد ، فإذا كان من جهة تبحث عن نهاية النظام ، و من جهة أخرى تجلس مع جنوده السياسيين ، فسامحني لو أقول الرياء السياسي لا يليق بك .
اتهامه لسلطة بالتزوير
إن أو يحيي وجمال ولد عباس وعمارة بن يونس ، كلهم يعتبرون أن الشعب هو من زكى النظام لمدة 15 سنة ،فكيف تستدعي الجيش وتجلس معهم ، ثم تظهر في قناة تلفزيونية يقال انها قريبة من النظام تتهم الجميع بتزوير الانتخابات وسرقة سيادة الوطن .
بقلم خالد معين