إذا نظرت لتشكيلة منتخب الكرواتي، ستجدها تنتنشر فيها الأسماء التي تنتهي بـ«إيتش(ić )»، فاسماء نجوم كرواتيا: لوكا مودريتش، و إيفان راكيتتيتش، وماريو مانزوجيتش، وماتيو كوفاسيتش، ما هم إلا جزء من كل أسماء منتخب كرواتيا، بل ومواطني كرواتيا نفسها التي تنتهي معظم أسمائهم بـ«إيتش» وبالأخص الرجال منهم، ولكن ما السر وراء ذلك؟
ويرجع السبب وراء تلك النوعية من الأسماء إلى تقليد في كرواتيا قديمًا يعتمد على وضع «إيتش» نهاية الأسماء، لتصبح لقبًا للعائلة، وتعني هذه النهاية «ابن» فلان؛ أي أن اسم إيفانيتش على سبيل المثال، تعني في الكرواتية ابن إيفان، وأثّرت تلك العادة القديمة على شكل أسماء الكرواتيين الحاليين.
وأثّرت تلك العادة أيضًا على دول أخرى في تسعينيات القرن الماضي، خلال حرب استقلال كرواتيا التي نشبت في الفترة من 1991 إلى 1995، بين القوات الموالية للحكومة الكرواتية التي أعلنت استقلالها عن يوغسلافيا والجيش الشعبي اليوغسلافي الذي يسيطر عليه الصرب؛ فاختطلت في تلك الفترة العائلات الكرواتية، مع العلائلات الصربية والبوسنية، فساهمت كرواتيا بذلك في تشكيل لغات وأسماء بعض البلدان في أوروبا الوسطى والبلقان، وما يُطلق عليها اللغات السلافية الجنوبية، فتجد مثل تلك النهايات في دول: كصربيا ،ومنتنيجرو، والبوسنة
ولا تقتصر عادة تكوين ألقاب مميزة نهاية الأسماء على كرواتيا وتلك الدول؛ إذ تمتلك مثلًا العديد من الدول الاسكندنافية ألقابها الخاصة، فتنتهي الكثير من الأسماء في الدنمارك والنرويج بـ«سِن sen» مثل «إريكسِن»، فيما تنتهي الكثير من الأسماء في السويد وأيسلندا بـ«سُن sson» مثل «لارسُن».