هل ممكن تعرف قراء شهاب برس من أنت ؟
-أنا شخص جاء من الريف ليحكي عن أجداده. ودائما مايصادف هذا السؤال: من أنت؟ ذات يوم ركبت سيارة أجرة. في المقعد الخلفي شيخ ممتليء بالتجاعيد والأسئلة. حقق معنا جميعا حتى وصل الى احد الصبية. بمجرد أن بادره بسؤال:واش تخدم؟ أجابه الفتى بحذق: إطمئن لست طبيبا! أنا أيضا أجيبك على طريقته : إطمئن لست مضرا .. أنا أمزح معك ياصديقي. جلال حيدر من مواليد 1989 بإحدى القرى البائسة في الشرق الجزائري. يطلقون تسمية العصامي على كل شخص لم يزاول دراسته الجامعية. أنا كذلك. يسمونني كاتبا بعد أن صدرت لي رواية مطلع هذه السنة. لماذا إخترت الكتابة ؟
– لا أتقن شيئا آخر.
هل يوجد من أسرتك كاتب أو شاعر ؟
-لا أبدا. يوجد مجانين كثر في قريتي أعتقد أنهم لم يوفقوا في الكتابة.
هل وجدت صعوبات في نشر روايتك الأولى ؟
لا أبدا. كل ما وجدته كان عاديا. أو بالأحرى كنت أنتظره.
هل ترى أن التحرر في الكتابة مطلب أدبي قبل أن يكون شخصي ؟
-لنسميها ضرورة أدبية. لتكون الكتابة صادقة.
هل تشجع فكرة العلمانية في دولة مثل الجزائر ؟ لماذا ؟
-أجل. لأن الأحزاب الدينية التي تسعى إلى السلطة ستعيدنا إلى نفس حفرة الحزب الواحد. أي أن الحزب الواحد يتذرع بالشرعية الثورية. والأحزاب الاسلامية ستتذرع بشرعية الدين. وستحول الجمهورية الى خلافة. كل الدويلات التي قامت على الدين سرعان ما أفلست. ثم إن هؤلاء ليس لديهم مجال للتعايش. كل البنوك والشركات و في العالم المتقدم تتعامل بالربى كما يسمونها. هل سيقطع هؤلاء تعاملهم مع العالم الغربي؟! أم أنهم سيحملون السيوف ويعدون خيولهم للغزو..الدين قد يساعد الإنسان بربط صلة وثيقة بربه. لكنه لن يبني دولة. عشنا تجربة التسعينيات. وأعتقد أنها تكفي للنضال من أجل قطع الطريق أمام أطماع الاسلامويين. هم طوائف كثيرة وانتماءات عديدة. وفهمهم للدولة لايتشابه. وأكيد سنشهد انقلابات وحروب طويلة الأمد لو حكمت هذه الفئة أو الأخرى. ثم ان العلمانية لا تحارب الدين كما يفهمها البعض بل تقلص نفوذه فقط. وتحافظ على خصوصية المجتمع.
كيف ترى إبداعات روائيين الكبار على غرار السيدة أحلام مستغانمي أو السيدة ربيعة جلطي وغيرهم ؟
لا أحب الحكم على الآخرين. يبدو أني أصبحت طيبا مع الوقت.
كيف ترى حال الرواية في الجزائر ؟ وهل إهمال وزارة الثقافة لها أدى إلى تعطل أعمال الشباب الروائيين ؟
-اسمح لي أيضا أن لا أجيب عن هذا السؤال. فقد اختلطت علي الأمور بعد قراءة هذه المصطلحات. “الرواية الجزائرية” “وزارة الثقافة” “تعطل أعمال الشباب الروائيين”.
هل ديار النشر تمشي على قواعد العلمية للنشر أم أنها تريد المال فقط ؟
-هذا أيضا سؤال يجب أن يوجه لكاتب نشر خمسة أعمال أو أكثر. يعني أنه تعامل مع دور نشر كثيرة. ويمكنه الحكم. أنا سأكون محفزا. ولهذا لا أريد التعجيل بمدح أحدهم. الناس تتقلب كما تعرف. ولا أريد أن أمدح شخصا يجذب البساط من تحت قدمي في النهاية. أما قضية المال. فهو حقهم الطبيعي. هذه شركات يجب أن تربح لتستمر. المشكلة في قانون الكتاب الذي لم يعالج الى اليوم. غلاء الورق أثر كثيرا على بيع الكتب. معظم دور النشر تكاد تفلس. مستودعاتها ممتلئة بالاصدارات الجديدة والقديمة دون فائدة. كيف تريد منهم أن ينشرو لك بالمجان؟! رغم هذا سأكون متضامنا مع الكتاب الذين لايستطيعون دفع مستحقات الطباعة. رغم أني لم أدفع لنشر روايتي ولن أفعل. حتى في الجوائز الكبرى. يشترطون أن تكون الأعمال المقبولة للمشاركة. نشرت بالمجان.
كلمة أخيرة أستاذ حيدر لمتابعيك ولقراء موقع شهاب برس ؟
وعدتك بقبول اجراء الحوار. كنت أنتظر أن تكون الأسئلة أكثر عمقا. وليست كالتي تطرح دائما بشكل سطحي. على الأقل كنت لتقرأ روايتي وتطرح أسئلة على الأقل في هذا الجانب. المهم أني أجبتك وأتمنى أن لا تغير كلمة واحدة في هذا الحوار. رغم أني سأشعر بالتعاسة.