شهاب برس- يواصل الإعلام الفرنسي حملته الممنهجة ضد الجزائر، مستغلًا أي فرصة للتحرش بها وتشويه صورتها أمام الرأي العام.
وهذه المرة، وجدت بعض القنوات والصحف الفرنسية في قضية ملاحقة ما يُعرف بـ”المؤثرين الجزائريين” مادة جديدة لتأجيج الجدل وربط الجزائر باتهامات لا تخلو من التسييس.
القضية تدور حول توقيف مؤثرين جزائريين مقيمين في فرنسا، بتهم التحريض على العنف ضد معارضين وناشطين جزائريين لاجئين هناك، وسط تغطية إعلامية مكثفة من قنوات مثل “بي أف إم” وإذاعة “أوروبا 1” ومواقع إخبارية أخرى.
وطالت التحقيقات حتى الآن شخصين، مع إمكانية انضمام ثالث، حيث تم إيداع الموقوفين الحبس المؤقت في انتظار استكمال التحقيقات.
فالتغطية الإعلامية الفرنسية تجاوزت القضية القانونية لتربط نشاط هؤلاء المؤثرين بالسلطات الجزائرية، في اتهامات مبطنة لا تستند إلى أي دليل واضح.
واللافت في التغطية الإعلامية كان التركيز على جنسية المتهمين، وهو ما يعكس سعيًا واضحًا لتسييس القضية وربطها برسائل ضمنية من السلطات الفرنسية، مفادها أن فرنسا مستعدة لحماية “الهاربين من الجزائر”.
القضية لم تتوقف عند الإعلام الفرنسي فقط، بل تعدت إلى المسؤولين، فقد أعلن وزير الداخلية الفرنسي، برونو روتايو، بنفسه عن توقيف المؤثر “عماد ثانثان” بتهمة التحريض على الإرهاب، بعد أيام من اعتقال يوسف أزيريا المعروف بـ”زازو يوسف” في مدينة بريست، مع التهديد بعدم السماح بمرور هذه الممارسات دون عقاب.
وأكدت المدعية العامة كامي ميانسوني في بيان أن “زازو يوسف”، البالغ من العمر 25 عامًا، وُضع قيد الحبس المؤقت، وسيمثل أمام المحكمة في 24 فيفري، بتهمة “الدعوة علنًا إلى ارتكاب عمل إرهابي”، وهي تهمة قد تؤدي إلى عقوبة بالسجن تصل إلى سبع سنوات وغرامة 100 ألف يورو.
من جهتها، أوضحت السلطات أن “ثانثان”، الذي اعتقل مساء الجمعة في جنوب شرق فرنسا، يواجه اتهامات مماثلة، مع تمديد احتجازه وتصنيف الواقعة على أنها “تحريض مباشر لعمل إرهابي عبر الإنترنت”.
وتعكس هذه الحملة الإعلامية الجديدة استمرار محاولات بعض الأطراف في فرنسا لتصعيد التوتر مع الجزائر.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فقد قامت السلطات المعنية في فرنسا بإلغاء ندوة حول التمييز ضد الأفارقة للناشط الجزائري رشيد نكاز لأسباب أمنية، دون أن يذكر الناشط تفاصيل إضافية.
وتشهد العلاقات بين الجزائر وفرنسا توترا وتدهورا غير مسبوق، وهذا بعد شن باريس حملة عدائية قذرة في محاولة منها نسج مخططات خطيرة بهدف زعزعة استقرار الجزائر وأمنها ووحدتها.
إقرأ أيضا: للصبر حدود.. الجزائر تحذر باريس
وتشن السلطات الفرنسية، منذ عدة أشهر، هجومًا معاديًا للجزائر على عدة محاور، ومن بين أخطر هذه التحركات محاولة إنشاء مجموعة إرهابية، مما دفع بالجزائر إلى إستدعاء السفير الفرنسي، وإطلاعه على كل الأدلة والبراهين التي تدين بلاده.
إقرأ أيضا: باريس تعلق على إستدعاء سفيرها في الجزائر
على إثر الممارسات العدائية الأخيرة.. الجزائر تستدعي السفير الفرنسي