شهاب برس_اعترفت صحيفة يديعوت أحرنوت،في تقرير لها، بأن قوات الاحتلال تطبّق بالفعل نسخة معدلة من “خطة الجنرالات”، التي تهدف إلى تقسيم قطاع غزة وعزل شماله عن باقي الأجزاء.
وزعمت أن تقديرات بالجيش الصهيوني تفيد بأن “القضاء على بنية حماس شمالي قطاع غزة، وتحديدا مدينة جباليا، ربما يستغرق 6 أشهر كاملة، في أقل تقدير
وأشار ذات المصدر أن الجيش الصهيوني “بدأ منذ أسابيع بتنفيذ ما يمكن وصفه بتطبيق جزئي لـ”خطة آيلاند”، وهي خطة اقترحها سابقا اللواء المتقاعد غيورا آيلاند رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي الأسبق، وتهدف إلى حصار المناطق الإستراتيجية.
وزعمت الجريدة أن الضغوط الأميركية المكثفة، إضطرت الكيان لإدخال المساعدات الإنسانية لشمال القطاع،ورفع الحصار عنه وهو ما نفاه الفلسطينيون مؤكدين معاناة سكان جباليا من مجاعة حقيقية.
وأشارت الصحيفة إلى أن “الجيش الإسرائيلي استمر في تحصين مواقع له عند نقاط عزل إستراتيجية في المنطقة، ويعتمد بشكل رئيسي على إنشاء نقاط تفتيش مسيطر عليها عبر تقنيات متقدمة مثل التعرف على الوجوه، وهو ما يتيح له التحكم في حركة السكان وتدقيق الأشخاص الخارجين من جباليا باتجاه مدينة غزة”.
ووفقا لتقرير الصحيفة ينظر الكيان الصهيوني إلى جباليا باعتبارها المعقل الرئيسي لحركة المقاومة الفلسطينية حماس في شمال القطاع.
وأشار التقرير إلى أنه و”مع تقدم الجيش الإسرائيلي في المنطقة، استخدم عناصر حماس تكتيكات دفاعية مكثفة تتضمن مئات الألغام والمتفجرات التي تم زرعها في الطرق والأبنية بشكل عشوائي. ويُعرف عن هذه المتفجرات أنها “غير متطورة”، مقارنة بتلك المستخدمة في مواقع أخرى، حيث تفتقر إلى التحكم عن بُعد أو التوجيه الإلكتروني، ما يجعلها فخاخا تقليدية يصعب رصدها”.
وتقول الصحيفة نقلا مصادرها العسكرية الصهيونية إن “معظم المتفجرات المزروعة في جباليا تفتقر إلى التكنولوجيا المتقدمة، فهي متفجرات بدائية موزعة بشكل غير منتظم تحت السجاد وفي الزوايا والأبنية المهجورة”، ويمثل هذا النوع من الفخاخ تحديا للجنود الذين يواجهون مخاطر كبيرة خلال تحركاتهم في المنطقة.
وبالإضافة إلى ذلك، يتناول التقرير أيضا وضع الدعم العسكري الإسرائيلي، مشيرا إلى أن الجيش الإسرائيلي يعتمد حاليا على دعم مدفعي وجوي محدود في المنطقة بعد إجلاء جزء كبير من سكان جباليا بسبب اضطراره لتوزيع قواته على عدة جبهات، بما في ذلك جنوب لبنان، كما يلفت الانتباه إلى أن قوات الاحتلال تحاول استهداف مواقع محددة لحماس بدقة “لتجنب استنزاف الذخائر”، ولكنه يتجاهل في الوقت نفسه أن هذه الذخائر تسببت بمقتل المئات من المدنيين الفلسطينيين في المنطقة.
ونوهت الصحيفة آلى ما تسميه التحديات التي يواجهها الجيش الإسرائيلي في جباليا، وعلى الأخص التعامل مع الكمائن والأنفاق.
ورغم زعمه أنه تم العثور على العديد من الأنفاق القتالية التي كانت تستخدمها حماس لنقل المقاتلين والذخائر، فإنه يعود للتذكير بأن هذه الأنفاق لا تزال من أبرز العقبات التي تسعى إسرائيل للقضاء عليها في عملياتها الحالية، “نظرا للدور الكبير الذي تلعبه في تمكين مقاتلي حماس من التحرك والتخفي”.
وقالت الصحيفة العبرية بأن “حركة حماس تعلمت الدرس من مواجهاتها السابقة وغيرت أنماط قتالها مع الجيش الإسرائيلي، “حيث أوقعت 4 جنود الأسبوع الماضي، بعدما أخفت عبوة ناسفة في أحد الطوابق العليا لأحد المباني”.
وأوضحت أن “الجيش الإسرائيلي كان يهاجم الطوابق الأرضية فقط، ويترك الطوابق العليا، ما جعلها تستفيد من أخطاء الجيش الإسرائيلي نفسه بتفجير تلك الطوابق خلال تواجد أفراد الجيش بداخلها”.
ويلفت التقرير إلى أن “العمليات العسكرية التي يقودها الجيش الإسرائيلي في جباليا للقضاء على البنية التحتية العسكرية لحماس ستحتاج إلى أكثر من 6 أشهر من القتال”، مؤكدا أن الاحتلال “بدأ بالفعل في إنشاء قاعدة ميدانية دائمة بشمال القطاع، مما يشير إلى نية الجيش في الحفاظ على وجود عسكري طويل الأمد في المنطقة، لضمان عدم عودة حماس إلى مواقعها السابقة”، حسب قوله.
وختاما أشار التقرير إلى الأهمية الإستراتيجية لهذه العملية، حيث يشير مصدر عسكري إسرائيلي إلى أن “الهدف من هذا الوجود الدائم هو منع حماس من إعادة بناء قوتها العسكرية في المنطقة، وضمان استقرار المناطق المتاخمة لشمال القطاع .