يتناول الكثير من الناس البطاطا بدافع الرغبة وليس بدافع الحصول على الفائدة الحيوية النابعة من المعرفة بقيمتها الغذائية وفوائدها الصحية. كما يعتقد الكثيرون خطأً أن البطاطا مصدر كبير للدهون والطاقة العالية إذا ما قورنت بالحبوب والبقوليات وغيرها من الأطعمة النباتية، والحقيقة أن البطاطا تحوي كمياتٍ أقل من الدهون وهي ذات كثافة مساوية في الطاقة عند مقارنتها بالبقوليات.
وبالنظر إلى جدول مكونات البطاطا (جدول 1)، نجد ثمة تباين واختلاف في المحتوى الغذائي لبعض العناصر الغذائية الكبرى والصغرى بين كل من البطاطا النيئة والمقلية وتلك المطبوخة أو المسلوقة:
وترجع العلاقة بين البطاطا والإصابة بالأمراض المزمنة كالسكري مثلاً إلى قدرة البطاطا على رفع مستوى سكر الدم، وهو المقياس المعروف بمنسوب سكر الدم للمادة الغذائية Glycemic Index (GI)، حيث تزداد المخاطر الصحية كالإصابة بأمراض السكري وبعض أنواع السرطان بزيادة قيمة هذا المؤشر وتقل بانخفاض قيمته. ويعتبر منسوب سكر الدم للبطاطا عالياً (56-94) إذا ما قورن بغيرها من الأطعمة النباتية كالبقوليات مثلاً. ويرجع التباين في قيمة هذا المؤشر إلى عوامل عدة مثل صنف البطاطا ومحتواها من العناصر الغذائية وكذلك إلى طريقة التصنيع والتحضير. كما وجد أن قيمة منسوب سكر الدم تنخفض عند تعريض البطاطا للتبريد بعد عمليات التصنيع الحراري، حيث تزيد البرودة من تقهقر النشا وتحوله إلى الشكل المقاوم للهضم، مما يقلل من سرعة ارتفاع سكر الدم عند تناوله. وعلى الرغم من الارتفاع النسبي لقيمة هذا المؤشر، إلا أن البطاطا تمتاز بقدرتها العالية على الإشباع والحد من زيادة تناول الطعام، مما يجعلها من الأطعمة المساعدة على ضبط الوزن والتقليل من الطاقة المتناولة شريطة أن تحضر بطريقة غير طريقة القلي، والذي يسهم بدوره بشكل عكسي في جعل البطاطا من الأغذية المتسببة في زيادة الوزن وما ينجم عنها من أمراض مزمنة كالمتلازمة اليضية ومخرجاتها كالسكري وأمراض القلب والشرايين، وكذلك بعض أنواع السرطان.