أحدثت تصريحات رئيس الوكالة الوطنية للاتصال و النشر و الاشهار ونوغي العربي موجة استنكار و سخط كبيرين عند منتسبي القطاع الاعلامي و صحفيين مستقلين ، على خلفية المبالغ الضخمة التي استفاد منها كثير من الوسائل الاعلامية ، بعضها عبارة عن جرائد تنشط في حدها الأدنى ،سواء من ناحية السحب الضئيل أو الوسائل المسخرة للنشاط كمقر محترم و طاقم صحفي متكامل.
و مما زاد من غضب المتابعين للشأن العام و رواد الاعلام في الجزائر هو غياب أي معايير مهنية أو تقنية معتمدة لمنح و الاستفادة من أموال الاشهار ، غير المحسوبية و الولاء للمسؤولين أو الولاء للسلطة السياسية الحاكمة بشكل عام.
و في هذا الاطار كشف الصحفي بالقناة الاذاعية الدولية مروان الوناس على صفحته الشخصية بمواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك أن أموال الاشهار توزع بقرارات أمنية في منشور قال فيه ” منذ ربع قرن على الأقل كل المشتغلين في حقل الصحافة و الاعلام يعرفون أن الاعلانات الحكومية التي توزعها شركة النشر و الاشهار تخضع لقرارات الجهات الأمنية و هذا ليس اكتشافا”. فيما ذهب زميله الصحفي بموقع سبق برس عزازقة علي إلى اثارة نقطة أخرى و هي استفادة مسؤولين في الدولة لا علاقة لهم بالاعلام غير سطوتهم و نفوذهم على القطاع من أخذ نصيبهم من أموال الاشهار العمومي حيث كتب على صفحته الشخصية على فيسبوك قائلا : ” جريدة منبر القراء لصاحبها النائب الافلاني سي عفيف استفادت من 50 مليار سنتيم خلال 7 سنوات..أما تريبون دي ليكتور التي تتبع جريدة منبر القراء فاستفادت من 59 مليار سنتيم خلال نفس الفترة.. أرقام مهولة و الضحية الصحفي “.
و على نفس المنوال الغاضب الممزوج بالصدمة اكتفت الصحفية صبرينة عوينة بنشر صورة لمقال جريدة الخبر الذي تناول موضوع أموال الاشهار مع اضافة جملة “لا تعليق” ، فيما اختار مراد بوڨرة الصحفي بموقع الأوراس الأسلوب التهكمي في تناوله للموضوع كاتبا على صفحته ” ماجر كان مدرب يحلب مالفاف و محلل يحلب مالعداف لي هي تحلب مالاناب و عندو جريدة تحلب مالاناب يا صاحبي طلعت حلاب كبير “.
من جهة أخرى فضحت المبالغ الكبيرة التي منحتها الوكالة الوطنية للاتصال و النشر و الاشهار سياسة نهب الأموال و الاستفادة الشخصية منها عوض استثمارها في تطوير القطاع الاعلامي ، و هذا ما أظهرته قائمة ” الوسائل الاعلامية ” التي لم تكن معروفة عند عموم الشعب مثل البلاغ ، أو منبر القراء ، و التي قد تكون لا تملك حتى مقرات للنشاط من الاحساس رغم الاموال الضخمة التي استفادت منها ، وهنا تجدر الاشارة الى أن مجمعا النهار و الشروق هما الوحيدين اللذين استثمرا أموال الاشهار العمومي بشكل ملموس ، و يتجلى هذا من خلال المقر المحترم أو الطاقم الصحفي المتكامل و حتى من جانب وسائل العمل.