شهاب براس _تمكنت فرقة مكافحة الجريمة الكبرى التابعة لأمن ولاية بجاية من توقيف 33 شخصًا تتراوح أعمارهم بين 16 و41 سنة، على خلفية تورطهم في أعمال عنف وشغب عقِب المواجهة الكروية التي جمعت بين أولمبيك أقبو ومولودية الجزائر، لحساب الجولة الأخيرة من البطولة الوطنية المحترفة الأولى.
جاءت هذه التوقيفات عقب التحقيقات التي باشرتها المصالح الأمنية، والتي أفضت إلى تحديد هوية عدد من المتسببين في أعمال الإخلال بالنظام العام والتعدي على ممتلكات عمومية وخاصة، فضلاً عن الاعتداء على أعوان الشرطة أثناء أدائهم لمهامهم. وقد تم إعداد ملفات قضائية ضد الموقوفين، شملت تهمًا من بينها التجمهر المسلح، التخريب العمدي، الإخلال بالنظام العام، والتعدي على القوة العمومية.
وكان ملعب الوحدة المغاربية بمدينة بجاية قد شهد حالة من الفوضى قبيل انطلاق المباراة، حين أقدم عدد من الأنصار على اقتحام الملعب عبر منافذ غير شرعية، في تحدٍ صارخ للإجراءات التنظيمية والأمنية. وأسفرت هذه التصرفات عن تخريب واسع طال المدخل الرئيسي المخصص للزوار، والأبواب الداخلية للمدرجات، كما تم إسقاط جدار إسمنتي بمحاذاة الملعب، ما شكل خطرًا على سلامة الحاضرين.
و تدخل عناصر الأمن لمحاولة احتواء الوضع، تعرض عدد منهم للرشق بالحجارة من طرف بعض المشاغبين، مما أدى إلى إصابات متفاوتة في صفوفهم. وعلى إثر ذلك، شُرع في عمليات توقيف وتحقيق ميداني مكثف أفضى إلى التعرف على المتورطين وتقديمهم أمام العدالة.
فيما أصدرت الجهات القضائية المختصة في حق الموقوفين أحكامًا تراوحت بين سنتين سجنًا نافذًا، و18 شهرًا، وسنة واحدة حبسًا نافذًا، بالإضافة إلى غرامات مالية معتبرة، وذلك في إطار تطبيق صارم للقانون وفرض الانضباط داخل الفضاءات الرياضية.
لتعيد هذه الحادثة إلى الواجهة مرة أخرى قضية العنف في الملاعب الجزائرية، ما يستدعي تحركًا جادًا من كافة الأطراف، بما في ذلك الأندية والهيئات التنظيمية، لتكريس ثقافة الروح الرياضية، وتعزيز الإجراءات الوقائية، من أجل ضمان أمن وسلامة الجماهير والمنشآت على حد سواء.