شهاب برس- في ظل المأساة الإنسانية التي يعيشها سكن قطاع غزة وتعاظمها وسط عجز دولي قاتل وتنديدات غير مجدية وقرارات لم تغير شيئا، ارتفعت أصوات من مختلف أنحاء العالم تندد بجرائم الكيان الصهيوني وتواطؤ بعض الدول الغربية.
ومن بين هذه الأصوات، برزت شخصيات وجماعات يهودية في فرنسا تعلن رفضها للارتباط بسياسات بما يسمى بالحكومة الإسرائيلية، رافعة شعار: “لا للإبادة الجماعية باسمنا”.
وفي هذا الصدد، قالت جيرالدين هورنبرغ، عضو “الاتحاد اليهودي الفرنسي من أجل السلام”، خلال مؤتمر “أمفيس 2024″، الذي نظمه حزب “فرنسا المتمردة”، وبحسب ما أوردته تقارير صحفية فرنسية: “بصفتي فرنسية يهودية، لا أستطيع تحمل جريمة القرن التي تجري أمام أعيننا باسمنا، كما أعلنها للحكومة الإسرائيلية”.
وأضافت: “عندما ترتكب إسرائيل إبادة جماعية باسم الدفاع عن جميع اليهود في العالم، فإنها تربطنا بسياساتها الإجرامية”، مشيرة إلى “أننا نرفض بشدة هذه العلاقة مع حكومة استعمارية، عنصرية وإبادة جماعية”.
وأكدت هورنبرغ أن “النضال من أجل فلسطين ليس له علاقة بمعاداة السامية، بل هو نضال من أجل العدالة والسلام وضد الاستعمار والعنصرية”، مشيرة إلى أن “القانون الدولي يقر بحق المقاومة للشعوب التي تخضع للاحتلال”.
وأوضحت ذات المتحدثة: أن “ما يحدث ليس صراعًا دينيًا كما يحاول البعض تصويره، بل هي حرب استعمارية بين محتل ومُحتَل”، واصفة المشروع الصهيوني بأنه “مشروع استعماري عنصري يسعى لاستبدال شعب بآخر”.
واختتمت تصريحها قائلة: “على الجميع أن يدرك أنه لا يمكن تحقيق الأمن، سواء للإسرائيليين أو الفلسطينيين، طالما استمر هذا النظام الاستعماري”.
ولم تتوقف الناشطة السياسية الفرنسية اليهودية عن إعلان تبرئها من الحكومة الصهيونية، بل نددت أيضًا “بتواطؤ فرنسا من خلال دعمها غير المشروط لإسرائيل”، وواصفة سياسة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بأنها “إسلاموفوبية مستمرة منذ سنوات”.
هذا وتواصل القوات القائمة على الاحتلال في الأراضي الفلسطينية حربها الغاشمة بدعم أمريكي مطلق، تحت حجة الدفاع عن نفسها، رغم إصدار محكمة العدل الدولية مذكرات إعتقال ضد بما يطلق عليه رئيس الوزراء الصهيوني النتن ياهو بينيامين ووزير الدفاع الصهيوني السابق غالانت.
ومن جهة أخرى، تعمل فرنسا على قمع جميع المظاهرات الشعبية وكل من يدعم أو يندد بالإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني بسبب تضامن الحكومة الفرنسية مع الكيان المحتل النازي.