وباء الكوليرا او داء الكوليرا من اسوأ الأوبئة و ربما لا يتفوق عليها في هذا إلا الطاعون هذا المرض الأكثر فتكا عبر التاريخ .
و ربما رواية ماركيز الخالدة ( الحب في زمن الكوليرا ) هي من أكسبت هذا الوباء بُعدا ظلاميا و قاتلا و زادت من ضيع صيته لانه مشؤوم في خيال البشر كشؤم يفرق بين المحبين .
أكتب هذا المقال لانني الاحظ حالة ذعر و هلع كبيرة و هي مبررة لان الاغلبية تعرف انه فيروس خطير و فتاك لكن الامر الآخر هو المعرفة انه مرض يمكن حصره و القضاء عليه و لقاحه ليس بالامر العسير .
لكن ما اريد ان اصل اليه ان مرض الكوليرا قد تعداه الزمن و هو مقتنع في حد ذاته بأنه لم يعد يمثل خطرا على بني البشر . لانه فتك بمئات الآلاف عندما كان فتيا و زار تقريبا كلّ القارات و رسم الرعب و كان كشبح أسود يزور المدن المنكوبة و الدول المحطمة جراء الحروب و المجاعات و الكوارث
اذن هو ضيف هزمه في التاريخ البرد الروسي و عطله زمنا قبل ان يقضي عليه العلم نهائيا و عندما اقول نهائيا فانا اقصد علاجه و لقاحه لانه لم يختفي من الوجود فحسب الاحصائيات
قد قضت الكوليرا على ما يناهز 4000 شخصا في زمبابوي بين عامي 2008 إلى 2009 و أصابت نصف مليون شخص بعد زلزال هايتي و نصف مليون آخر من اليمنيين و الصوماليين لكن ظهروها في الجزائر هو ما يدعو للحيرة و العجب
في وطن تعددت نكساته من داء البحمرون الذي نخر سكان الجنوب العام الماضي إلى داء الكوليرا والذي ظهرت أعراضه أمس الخميس في عدة ولايات شمالية مثل العاصمة و البليدة وتيبازة والبويرة والحصيلة لحد الأن 92 حالة مؤكدة بوباء الكوليرا وفاة شخص وتسجيل مئات الحالات المشتبه فيها والعدد قابل لزيادة في ظل إنتشار المرض و تعمد السلطات التقليل من الحادثة…..
نعم الضحية كانت دائما ومازالت واحدة هي المواطن الكادح البسيط الذي عانى الويلات وقدره أنه مازال يعاني في وطن يعج بثروات الباطنية وفي وطن تحت قبضة مافيا سياسية
نعم في وقت تصارعهم على من يجلس على كرسي الحكم تناسو مصالح ومتطلبات المواطن الشعبي البسيط من رعاية صحية وتعليمية وعدة مطالب إجتماعية أستحي من ذكرها……..
نعم في الليلة الظلماء يفتقد البدر أين
أنت يا سيدي الرئيس من كل هذا فالشعب فقد الثقة في منظومتك أين أنت سيدي الرئيس فالشعب بحاجة إلى رئيس يرعى مصالحه ويقف عند إنشغالاته أين أنت سيدي الرئيس فشعبك تنخره الأوبئة في ظل تهميش ممنهج أين أنت سيدي الرئيس فبلدك يعاني من إنهيار في عدة مجالات إقتصاديا وصحيا وتعليميا أين أنت سيدي الرئيس فالعملة الوطنية إنهارت إلى أدنى مستوياتها أين أنت سيدي الرئيس فالوطن يسير بسرعة الضوء نحو الهاوية وبحاجة إلى سائق راشد واعي يقوده إلى مساره الصحيح
توالت نكسات هذا الوطن ولا حياة لمن تنادي أبتلينا بمسؤولين يظنون أنهم لم يخلق الله سواهم ضمرو ونهبو كل شئ جميل في وطني أفقدو الشاب الجزائري كرامته وجعلوه يهرب فوق قوارب الموت إلى الضفة الأخرى أملا في العيش الكريم سجنوا الأحرار وكممو الأفواه يكسرون سياسة فاشلة بسببها عاد وباء الكوليرا بعد أخر مرة ظهر فيها في الجزائر سنة 1996 والتي شهدت 4600 حالة أنذاك 22 سنة مرة على تلك الحادثة وها نحن في 2018 زمن العولمة والتكنولوجيا والوطن مزال يخطو خطوة للأمام وعشر خطوات للوراء وباء الكوليرا مرض تجاوز عليه الزمن غارق في القدم، لا يحدث إلا في حالات الفقر المدقع أو فترات الحروب، يحدث اليوم في دولة بحجم الجزائر ؟ أي عبث و أي إهمال و أي انحدار هو هذا الذي نعيشه في بلاد العزة و الكرامة؟
بلد بحجم قارة بكل ما يملكه من إمكانيات و ثروات و قدرات مادية وبشرية ينتشر فيه وباء العصور الوسطى وباء الحروب والفقر والمجاعة إنها الكوليرا .
للعلم آخر حالة مرضية لهذا الوباء سجلت عام 1919 بأمريكا والعالم المتقدم ..ولم يبقى أو يحصى هذا المرض إلا في بعض الدول التي تعرف حروبا وفقرا وجوعاااا وتعاني من المجاعة والأوساخ ..
آخر ظهور لوباء الكوليرا كان عام 2000 بكمبوديا و الفيتنام، عام 2002 بالنيجر، عام 2007 و 2008 بالعراق، عام 2008 بالكونغو الديمقراطية و زمبابوي، وسيكتب أن عام 2018 بالجزائر في العاصمة و البليدة التي هي أكبر مدن الجزائر سكانا و (نظافة)
ينتشر هذا المرض في المناطق التي لا تعالج فيها مياه المجاري وإمدادات مياه الشرب، و أماكن انتشار الأوساخ و القاذورات.
ولا زالوا يتحدثون عن مدينة ذكية!!
الجزائر دولة قارة بحكم قرية
يحدث كل هذا والرئيس لم يظهر إلى شعبه منذ سنة 2012 تارك لشعب مافيا سياسية همها مراعاة مصالحها الشخصية وتكريس ثروتها وحشو أرصدتها الخارجية بمال الشعب المغلوب على أمره…….
ويبقى السؤال المطروح من كل هذا إلى متى ستبقى غائب سيدي الرئيس وشعبك أفتكته الأمراض والأوبئة..؟
نعيمي عمر المختار