عادت أيادي الهمجية إلى الضرب من جديد، بعد مقتل شاب في شاطئ الصخرة ببومرداس ،الذي تعرض إلى اعتداء بالخنجر من طرف مجرمين بعد أن حاول الدفاع عن شرفه نتيجة تفوه أولئك المنحطين بكلام بذيء أمامهم دون أي أدنى احترام لحرمة العائلة ،يحدث هذا بعد أيام فقط من مقتل شاب ببجاية على يد مافيا الباركينغ في عز الصيف.
أين تطوق العائلات إلى استغلال فرصة العطل لأخذ قسط من الراحة و الاستجمام بالشواطئ مفضلين السياحة الداخلية التي يبدو أنها لا تبشر بالخير ، لقد تميزت هذه السنة بإستراتيجية جديدة تقوم ببعثها الحكومة تقوم على إيجاد بديل لتبعية المحروقات و العمل على إعطاء نفس جديد لبعض القطاعات ،على غرار قطاع السياحة تحت شعار” ترقية وجهة الجزائر” و لطالما سمعنا بعض المسؤولين يلومون العائلات الجزائرية التي تحج سنويا إلى تونس لقضاء العطلة، معتبرين أنهم يفضلون صب أموالهم في الخزينة التونسية بدل خزينة بلدهم .
فبماذا سيعقب هؤلاء على من فضلوا السياحة الداخلية و انتهى بهم الأمر في جنازة احد أفراد العائلة بفعل الاعتداءات و انعدام الآمن .؟ أن توجه الآلاف إلى تونس سنويا لقضاء العطلة ليس أمرا اعتباطيا لان الخدمات المعروضة راقية بأسعار معقولة،و استقبال حفي فضلا عن توفير الأمن و الأمان،كيف يمكننا الحديث عن ترقية وجهة الجزائر التي بإمكاناتها و ما حباها الله من مناظر خلابة و مناخ رائع و تنوع ثقافاتها و أطباقها، تعتبر جاذبا طبيعيا لا يحتاج إلا لتدخل يد الإنسان بإستراتيجية سياحية تضم ترقية الفنادق ،مستوى الخدمات ، توفير الفضاءات الملائمة و مراجعة الأسعار المحفزة و التخفيضات المغرية فضلا عن الأساس الذي لا يمكن ان يتغاضى عنه السائح و هو توفير الأمن ،لأنه ان اكتفى بالمناظر الخلابة و تغاضى عن بعض النقائص في الخدمات لا يمكن أن يغض طرفه أن تعرض إلى اعتداء ان لم يودي بحياته سيترك أثرا نفسيا له مدى الحياة . ترقية وجهة الجزائر ليست شعار يرفع بل عمل متواصل يحتاج إلى إستراتيجية محكمة و لما لا الاستفادة من تجارب دول رائدة في مجال السياحة على غرار الشقيقة تونس و تركيا و غيرها من الدول ،فالمادة الخام متوفرة …و لا تحتاج إلا إلى عقول تفكر و سواعد تجسد .
بقلم حياة بن طيبة