إن الرئيس لمين زروال عندما قبل بمهمة تولي وزارة الدفاع كانت قراءته في محلها …. فمن كانوا يتولون هذه المؤسسة معظمهم من ( كبرنات فرنسا ) و هو ما أكده العقيد ( محمد الصالح يحياوي ) حينما دعاه ( لمين زروال ) بقوله أنا لا أعمل مع (كبرنات فرنسا ) …؟ فهؤلاء شنوا حربا ضد الشعب تشتم منها رائحة التطهير العرقي …؟ و سيكشف التاريخ عن وقائعها المرعبة …
و عندما قبل الرئيس لمين زروال بالمهمة ( ثانيا ) و هو ما فهمته في اللقاء الذي دام 7ساعات في قصر المرادية برفقة عدة أفراد من النخب الثقافية كان يعتقد في مخياله متى مسك بقوات وزارة الدفاع سيكون بمقدوره إقتلاع جذور هذه ( الكبرانات ) لذلك طلب من الفيس المنحل استصدار بيان يتضمن التالي ( إحترام الدستور و أحترام قوانين الجمهورية و إدانة العنف ….؟ ) و هو ما لم يحدث ؟ بل كانوا ينظرون في صنيعه الصادق و النقي بمثابة ضعف منه ؟
و حينها هذا الحزب المنحل لم يفهم الرسالة ؟ بل عندما تعمق الرئيس زروال في فهم الفيس المنحل وجده مغدورا به بجناح من ( الديراس) الذي إخترقه و كان يدفع به الى العنف فقد قضوا على كل من ينظر و يفكر و يصنع الأفاق به إما عن طريق الإغتيالات أو الإختطاف أو االسجن ؟ و بقي الحزب المنحل مع دهمائه يعيش في فوضى ( الخلافة الاسلامية . الغاء الديمقراطية بعد الوصول الى الحكم و الحريات …تطبيق شرع الله ….الخ ؟ ) خطابات كانت كلها تصب في عرقلة مهام الرئيس لمين زروال ؟
و ايضا الرئيس لمين زروال كان يؤمن بأن تعددية دستور فيفري 1989م تكون قد أنجبت اعلاما نزيها و مستقل و يتوفر على الصدق و المصداقية و سيخدم مسعاه فاذا به يصطدم بإعلام مغشوش تعود ملكيته الى 14جنرال و قد كشفهم الرئيس بوتفليقة في إحدى خطاباته ..نعم إعلام يسترهم و يدمر كل من يحاول الكشف عن مفاسدهم …. و الرجل الوحيد الذي تصدى لهم بصدر عاري هو الشهيد ( عمر ورتلان ) في جريدة الخبر وتم إغتياله في اكتوبر 1995م و في هذا الحيز الزمني سألت عثمان سناجقي رئيس التحرير لما حرفتم المسار و لم تكونوا الى جانب مسعى الرئيس لمين زروال رد علي بهذه الجملة ( أحمني أنت ؟) و الجملة تحمل الكثير من الدلالات ؟ ….
و للتاريخ الرئيس لمين زروال لما تيقن بأن كل من حوله ضد مسعاه ( إعلام مغشوش و حزب مغدور به صاحب الأغلبية و فريق يصعب أو يستحيل العمل معه ) ومنه كان يرى في غيابه أو إبتعاده أنقاذا للشعب و الوطن و هو ما قاله بالحرف الواحد ( عملت في حدود المستطاع و سيأتي من يكمل المسيرة )…..
و في هذه الجلسة التي جمعتنا به في خريف 1998م لم يكن متأسفا و لا حزينا عن سلطة ضاعت منه بل كان كل همه تجسيد السلم و الطمأنينة في وسط شعبه من أجل وقف حمام الدم ؟ … لقد بدا لي زاهدا و متعففا و مضحيا بكل شيء من أجل وحدة الوطن و الشعب ….
و بدا لي أيضا مطلعا و داركا للوضع المزري للشعب الجزائري بقوله ( أعرف أن أغلبية الشعب يعانون الفقر المدقع …و في أحسن الأحوال لبعض الأسر من قدرها حساءه من العدس…) قال هذه العبارات بصوت مختنق و و جه عابس …قالها بمقولة الماعتب لنفسه و كأن كل التقصير منه.