شهاب برس- حذّر رئيس الجمهورية الجزائرية، عبد المجيد تبون، من “خطر وجودي” يهدد القضية الفلسطينية في ظل تصاعد الانتهاكات الإسرائيلية وتفاقم الأوضاع في الأراضي المحتلة. ودعا في رسالة وجهها إلى القمة العربية-الإسلامية الثانية التي تنعقد بالعاصمة السعودية الرياض إلى اتخاذ خطوات حازمة لدعم الشعب الفلسطيني ووقف اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي المستمرة.
وقرأ نص الرسالة وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، السيد أحمد عطاف، نيابة عن رئيس الجمهورية، مؤكداً فيها أن الخطر المحدق بالقضية الفلسطينية يتنامى، خاصة مع غياب أي أفق لإنهاء العدوان المستمر في غزة، وتحقيق الاستقرار في لبنان، وإيقاف تصاعد الأنشطة الاستيطانية التي تهدد باندلاع حرب إقليمية شاملة.
واستعرضت الرسالة الخطر المحدق بالقضية الفلسطينية، ومساعي تصفيتها عبر ثلاثة محاور رئيسية:
- تفريغ المشروع الوطني الفلسطيني من مضمونه بطريقة مدروسة وممنهجة ومُتقنة التصور والتنفيذ.
- نقض فكرة إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، واستبعاد قيامها كشرط محوري من شروط الحل العادل والدائم والنهائي للصراع العربي-الإسرائيلي.
- إلغاء مبدأ “الأرض مقابل السلام“، وسط تشبثِ الاحتلال الإسرائيلي الاستيطاني بوهم تحقيق السلام على مقاسه ووفق أهوائه وأطماعه، دون أدنى مراعاة لما أقرته الشرعية الدولية من ضوابط وأحكام، وفي مقدمتها حتمية إنهاء احتلال الأراضي الفلسطينية والعربية.
التزام الجزائر بدعم القضية الفلسطينية
وأشار الرئيس عبد المجيد تبون إلى أن الجزائر، منذ انضمامها إلى مجلس الأمن، سعت لإبقاء الضوء مسلطاً على القضية الفلسطينية وعلى تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط. كما أكد رئيس الجمهورية، في رسالته، أن الجزائر وبذات القدر من الالتزام، ستستجيب للطلب الموجه لها من قبل القمة لإعادة طرح موضوع العضوية الكاملة لدولة فلسطين بمنظمة الأمم المتحدة.
الدعوة إلى تحرك دولي ضد الاحتلال الإسرائيلي
وتضمنت الرسالة دعوات إلى فرض ضغوط مكثفة على الاحتلال الاسرائيلي، تشمل:
- تكثيف الضغوط السياسية والدبلوماسية والاقتصادية والعقوبات، على شاكلة تجميد عضوية المحتل الإسرائيلي بالأمم المتحدة وفرض حضر على توريد الأسلحة الموجهة إليه، تظل وحدها الكفيلة بردع هذا الأخير وحمله على وقف حربه على غزة وعلى لبنان، وكذا تصعيده في المنطقة.
- الحفاظ على المكتسبات السياسية والدبلوماسية والقانونية للقضية الفلسطينية، لإفشال المخططات الإسرائيلية الرامية لتصفيتها وطمس معالمها. والتحالف الدولي من أجل دعم حل الدولتين يمثل خطوة هامة للحفاظ على ثوابت ومقومات الدولة الفلسطينية المستقلة والسيدة.
- تعزيز التضامن العربي والإسلامي مع الفلسطينيين واللبنانيين، حيث أكد أنه لا مناص من الالتفاف صفاً واحداً حول الأشقاء الفلسطينيين واللبنانيين. لأن مستقبل غزة ما بعد الحرب يجب أن يحدده الفلسطينيون في المقام الأول والأخير، وكذلك الأمر بالنسبة لمستقبل لبنان بعد الحرب الذي يجب أن يبقى بين أيدي اللبنانيين وحدهم دوناً عن غيرهم.