شهاب برس- لا تستبعد الجزائر اتخاذ إجراءات وقرارات إضافية ضد فرنسا، ردا على قرار الرئبس الفرنسي إيمانويل ماكرون وحكومته المخزي المتضمن “اعتراف بلاده بخطة الحكم الذاتي للصحراء الغربية تحت السيادة المغربية المزعومة”.
وردا على ذلك، قررت الجزائر سحب سفيرها لدى فرنسا بأثر فوري عقب إقدام السلطات الفرنسية على الاعتراف بالموقف المغربي للحكم الذاتي كأساس وحيد لحل نزاع الصحراء الغربية.
ويوم الأربعاء، كشف وزير الشؤون الخارجية، أحمد عطاف، أن الحكومة الجزائرية قد تلجأ إلى المزيد من الإجراءات و“الخطوات اللازمة” في وقتها، موضّحا: “نحن بصدد استنتاج كل ما يمكن استنتاجه من الحكومة الفرنسية وسنقوم بالخطوات اللازمة التي نعبّر من خلالها عن رفضنا لإقدام فرنسا على خطوة دعم مخطط الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية المزعومة”.
وقال عطاف، إن إلغاء زيارة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون لفرنسا، قد يكون إحدى القرارات، التي تتخذها الدولة الجزائرية للتعبير عن امتعاضها من الموقف الفرنسي الذي ينحاز إلى المغرب كمسعمر للأراضي الصحراوية.
وأكد عطاف أن رئيس الجمهورية قد أبلغ ماكرون أن ما تقوم به فرنسا قد يدخل العلاقات الجزائرية الفرنسية في قطيعة غير مسبوقة.
الصحراء الغربية.. الرئيس تبون كان صارما مع ماكرون
وأكد وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، أحمد عطاف، أن رد رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، على الموقف الفرنسي الجديد من قضية الصحراء الغربية كان “صارما وحازما ودقيقا” واعتبر أن هذه الخطوة لن تسهم في إحياء المسار السياسي وإنما ستغذي الانسداد الذي أدخلت فيه خطة الحكم الذاتي القضية الصحراوية منذ أكثر من 17 سنة.
عطاف يكشف تداعيات قرار ماكرون المخزي
و كشف وزير الشؤون الخارجية أحمد عطاف، تفاصيل وتداعيات قرار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون المخزي المتضمن “اعتراف بلاده بخطة الحكم الذاتي للصحراء الغربية تحت السيادة المغربية المزعومة”.
“الصحراء الغربية”.. ماكرون يتواطأ مع المخزن ويتجاوز الخطوط الحمراء
ويوم الثلاثاء الماضي، وفي خرجة غير متوقعة، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في رسالة وجهها للعاهل المغربي الملك محمد السادس عن دعمه لـ”مخطط المخزن للحكم الذاتي للصحراء الغربية” ووصفه بأنه “الأساس الوحيد” لحل النزاع.
وأكد ماكرون “ثبات الموقف الفرنسي حول هذه القضية المرتبطة بالأمن القومي للمخزن”، متزعما إلى أن بلاده “تعتزم التحرك في انسجام مع هذا الموقف على المستويين الوطني والدولي”.
وتابع: “دعمنا لمخطط الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب في 2007 واضح وثابت”، مضيفا أن هذا المخطط “يشكل، من الآن فصاعدا، الأساس الوحيد للتوصل إلى حل سياسي عادل مستدام ومتفاوض بشأنه طبقا لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة”.
وتعبر هذه الخرجة لماكرون، نتيجة حسابات سياسية مشبوهة وافتراضات غير أخلاقية وقراءات قانونية لا تستند إلى أي مرتكزات سليمة يدعمها أو يبررها.
وكانت اللجنة الوطنية الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي، قد أكدت الاثنين، أن الاعتراف الفرنسي بخطة الحكم الذاتي لإقليم الصحراء الغربية في إطار السيادة المغربية المزيفة، هو انتهاك خطير للقانون الدولي.
وذكرت اللجنة، في بيان لها، أن أعضاءها أحيطوا علما بـ”سخط” بالقرار الفرنسي حول التوافق الرسمي مع الأطروحات المغربية بشأن الحكم الذاتي للصحراء الغربية.
ولفتت اللجنة إلى أن هذا الإعلان يؤكد “دعم فرنسا المخزي وشبه الخفي للنظام المغربي في استعماره للصحراء الغربية”، مشيرة إلى أنهما “نظامان سياسيان أحدهما تسكنه روح استعمارية دائمة عفا عليها الزمن والآخر مبني على وهم توسعي خارج التاريخ”.
برد حاسم.. الجزائر تستنكر هذا القرار الفرنسي
وكانت الجزائر, قد أعربت عن أسفها الكبير واستنكارها الشديد لقرار الحكومة الفرنسية حول الاعتراف بخطة الحكم الذاتي لإقليم الصحراء الغربية في إطار السيادة المغربية, مؤكدة أنها ستستخلص كافة النتائج والعواقب التي تنجر عن هذا القرار وتحمل الحكومة الفرنسية وحدها المسؤولية الكاملة والتامة عن ذلك, حسب ما أفاد به بيان لوزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج.