بقلم : فاتح بن حمو
كلمة التغيير تعني الإنتقال من حال إلى حال مغاير ومن المفروض أنه من حال سيئ الي حال أقل سوءاً، ومن حسن الي احسن منه وهكذا، أما أن يكون المُنتَقل إليه بحال المُنتْقِلْ منه، فهذا كالذي بات يفرك لحيته وفي الصباح فسر الماء بالماء، فحالتنا قريبةجداً من المثل السابق ذكره
، فغالبية المعارضة في وطني لا تختلف في ممارساتها عن النظام وهذا مايفسر كثرة التصحيحيات والانقلابات داخل بعض أحزاب المعارضة دون إهمال عامل مشاركه النظام في هذه التصحيحيات… الخ وهناك في الأحزاب من يفضل أن يكون رئيساً على اللاشيء، ويرفض أن يكون نائب رئيس على كل شيء، إنها الأنانية والفرعونيه التي تملك صاحبها وعقليه (أنا وحدي أنضوي لبلاد) فتجد رئيس حزب منذ تشكيله وهو رئيس لسنوات أو عقود، و إن حدث وإنقلبوا عليه رفاق دربه تركهم وأنشأ حزباً أخرا المهم رئيس، وتجد امين عام حزب ما لا نعرف له بديل ثابتا مثل مسمار جُحَا، وزعيما تاريخيا لحزب ما، لم يتغير الا بعد ما انتقل الى رحمه الله.
كما تجد نائبا في البرلمان له ثلاثة أو أربعة عهدات يعني منذ عشرين أو خمسه عشر عاما ويقول هل من مزيد ويقول له النظام ولدينا المزيد انت لا تقلقنا فانت هو المطلوب، وتجد نائبا آخر قيل له لماذا لا تحقق التداول مع اخوانك فيرد بكل ثقه (لا يوجد من يقوم مقامي) بربكم بماذا يختلف هذا عن النظام؟ ونائبا آخر له خمس سنوات وهو رئيس مجموعة أو كتله برلمانية ولنفس المدة وهو يحتكر رئاسة المجموعة ويحتكر مزاياه بينما كان عليه التداول بينه وبين إخوانه، هو نفسه من يظهر في القنوات الفضائية والندوات والملتقيات والصحف وكأن حزبه لا يحتوي على غيره فهو كل شيء والمسؤل على اللاشيء، كيف للمواطنين أن يثقوا في مثل هؤلاء؟ وكيف يمكنهم التفريق بينهم وبين النظام؟ فالممارسات نفسها وعار عليكم مطالبه النظام بالتداول بينما انتم تسمرتم وإلتصقتم بمناصبكم وكراسيكم،
عذراً أنتم صورة مصغرة عن هذا النظام أو لنقل أنكم النسخه النظامية في المعارضة، فأنتم لا تصلحون لأن تكونوا معارضه جدير بكم التهيكل في النظام فهو يليق بكم أم أن المعارضة هي الدور الذي أُريد لكم؟ مجرد تساؤل فقط وانا لا اخون أحدا .
المشاركة في الانتخابات أنا ضدها بصيغتها الحاليه واختلف في ذلك مع الأحزاب المشاركة ومع ذلك هذا لا يثنينا عن مطالبه هذه الأحزاب ونوابها في البرلمانات السابقه أن لا يترشحوا على رؤوس القوائم في قادم المشاركات هذا طبعاً إذا كانو يؤمنون بالتداول عن السلطه والمناصب ومقام المسؤليه وكذلك فتح الباب اما الطاقات الشابه لكي تشق طريقها وحقها في التواجد على رؤوس القوائم والتواجد في البلاطوهات والمشاركات الاعلاميه، هذه الأخيرة التي كانت تُقتصر على نفس النواب وبنفس الوجوه تكريسا لممارسات النظام.
نحن لا نحمل غلا لأيّ أحد أو أيّ حزب بل نحمل الخير للكل وطبعا بعض المعارضه فيها الخير الكثير ، لكن الاغلبيه زاغت عن المبتغى ونحن نريد وضع الأمور في سياقها الطبيعي ونريد أن تكون لنا معارضة قويه يُحسب لها ألف حساب، واذا تعذر عليكم أن تكونوا كذلك فنحن مجبرين على المطالبه بتغيير المعارضة قبل المطالبة بتغيير النظام.