يثار من هنا و هناك سؤال واحد و منذ 18 سنة لماذا الرئيس بوتفليقة لا يخص الصحف التي تصدر في الجزائر بحديث أو تصريح و يشتغل فقط مع وكالة الأنباء الجزائرية ؟ و يزداد السؤال نفسه إمتدادا الى أخيه ( سعيد بوتفليقة ) و على الرغم من أنه مستشار في رئاسة الجمهورية و على الدوام الرجلان لا يلفتان الى ما يدار من حولهما من أسئلة ؟ و الحقيقة التي لا مراء فيها الطارحين لهذا السؤال لهم كل العذر … لأنهم في كلمة واحدة لا يعرفون خلفيات هذه الصحف و غايتها و أهدافها كونها غير دستورية و مسارها المأسوي على مدار 28سنة الماضية الذي يتنافى كليا مع قوانين الجمهورية بل هي غير ملتزمة بدفتر الشروط الذي على أثره منح لها الإعنماد ؟…
و يحدث أن تنكشف اللعبة و بتدخل من الرئيس الأسبق ـ لمين زروال ــ و ما جاء على لسانه عشية الإعلان عن تنظيم إنتخابات رئاسية مسبقة مرفوقة بإستقالته و حينها كنت حاضرا رفقة مجموعة من المثقفين و السياسيين في قصر المرادية و كان هذا في بداية خريف سنة 1998م و لا داعي الى التطرق لذكر تفاصيل كلمته لأنه بها عناصر مهمة و قد نخوض فيها لاحقا ووفق ما سيتوفر من أجواء تخدم الصالح العام …
قلت : سألته السؤال التالي : لماذا سيادة الرئيس أقدمتم على الإستقالة … في حين أن الأمور بدأت تتحسن مثل نزول المسلحين من الجبال و نجاح إعادة الجدولة لمديونية تقدر بأكثر من 32مليار دور ..و إستقرار ميزان أحتياط الصرف في جدود 15 مليار دولار ؟ رد علي بغضب أنا لا أعمل في دولة يصنع رأيها العام ثلاثة صحف ؟ و صمت …
و في حدود قدراتي العقلية فهمت أن الرئيس لمين زروال تنبه الى الأمر متأخرا …فهو في مخياله كان يعتقد أن الصحف مستقلة فعلا وليست وسيلة ضغط من لوبيات في التجارة الداخلية و الخاريجية و الموانئ و البر و البحر و الجو و أن هذه اللوبيات هي من تقرر و في الأخير يمسح الموس في الرئاسة ….
عندما جاء بوتفليقة لم يذهب الى الصحف مباشرة لخنقها لأنه كان يعرف من وراءها ؟ بل ذهب الى من وراءها و بعد أن أعد لهم ملفات في صمت و هدوء أستطاع تحقيق هامش من المناورة …ثم أعد لهم قانونا ملخصه عدم التصريح لأي وسيلة إعلامية و الا سلطت عليهم عقوبات ثقيلة و هؤلاء معرفون ؟ إنهم من أجبروا الرئيس ــ لمين زروال ــ على الإستقالة ؟…. و بطريقة غير مباشرة الزم نفسه بهذا القانون … هل عرفتم لماذا الرئيس بوتفليقة و أخيه السعيد لا يلتقيان بالصحافة ؟ و سؤال آخر ألم يكون الإعلام من البدء مغشوشا ؟ ….
عندما إشترى الملياردير ( ربراب ) مجمع الخبر و الذي قضيته على طاولة المجلس الأعلى للقضاء و لم يفصل فيها و هو المالك للجزء الأكبر لجريدة ( ليبرتي) ماذا فعل ؟ نصب مدير مجمع الخبر بدون الرجوع الى قانون الإعلام و لا الإذعان الى إجراءته …. لقد نصبه بسجل تجاري ( ناس برود للزيت ) ؟ و لا أحد حرك ساكنا بما فيهم الإعلامي الكبير ( سعد بوعبة ) الذي ظل ينشر نقطة إعويجاجه ؟ و سار في هذا الفلك حنون و الأحزاب الإسلامية …. بإسم الحريات و حق المواطن في الإعلام ….؟ ( ياو معدناش ).