بمناسبة حلول عيدي الاستقلال و الشباب و انطلاقا من مبدأ اتاحة الفرصة للشباب الذي نطالب به جهارا نهارا مسؤولي البلد في اعلى هرم السلطة و حتى لا ينطبق علينا قول الشاعر: “لا تنه عن خلقٍ وتأتي مثله … عارٌ عليك إذا فعلت عظيم” اتصل موقع الشهاب برس بالشاب الأكاديمي و المحلل أنور السليماني ،المدون و الناشط المعروف على مواقع التواصل الاجتماعي و كان لنا معه الحوار التالي:
س ١ : ذكرى عيد الاستقلال على الأبواب هل من كلمة بالمناسبة ؟
_ عيد الاستقلال هو في الحقيقة يوم من أيام الله،الذي يجب علينا كمواطنين أن نتذكره في يومياتنا بكل تفاصيلها،لأن نعمة الحرية والاستقلال من الهيمنة الاستدمارية الفرنسية كان بتضحيات أجيال وأجيال رفضت الاستدمار الفرنسي وكان آخر جيل الذي كتب له الله النصر هو الجيل النوفمبري الذي آثر الموت على الحياة وآثر التضحية على الرفاه وآثر التعذيب على النعيم وفي الأخير نحن من نعيش حرية واستقلالا منقوصا، لأن من تسلط لم يكن اختيارا شعبيا بل كان اختيارا قمعيا نعيش تراكماته.
س ٢ : تعرف أن يوم 5 جويلية مرتبط بعيدي الاستقلال والشباب، كيف ترى حال الشباب في جزائر الاستقلال وخاصة في السنوات الأخيرة ؟
_ نتكلم بصدق بعيدا عن النفاق الإعلامي الذي قد يسوقه البعض وبعيدا عن الواقع الهلامي الذي يريده البعض الآخر، للأسف شباب اليوم بين تهميش وتغييب، شباب الجزائر يعيش أسود أيامه مع المنظومة الضيقة الحاكمة وأنا هنا أتكلم عن عموم الشباب الجزائري وليس عن قلة منتفعة لا تتجاوز العشرة بالمائة من عموم الشباب والشعب الجزائري، فشباب اليوم يعيش فوبيا المستقبل وسبب هذا الفساد والتسلط الذي تفنن فيه (…)، فوبيا سببها ضعف وانعدام رؤية اقتصادية قوية لدولة، قارة مثل الجزائر وضيق أفق سياسي سببه التسلط والانفراد بالحكم، وتراجع اجتماعي وثقافي رهيب لانعدام النخبة التي لها بعد تكويني سليم، فلهذا لا يمكننا أن نلوم الشباب الجزائري ورغبته في البحث عن منافذ تجعله آمنا في حياته مؤمنا لآخرته، وهنا أود التنبيه إلى نقطة مهمة وهي لو أن الشباب هو من كان يملك مفاتيح اختيار ممثليه لكان حالنا غير حال اليوم فبلد كالجزائر يمكنه استعاب أكثر من 400 مليون نسمة مع توفير كل الحاجيات والكماليات اللازمة لحياة مواطن سعيد في موطنه كريم معزز في غربته
. س ٣ : ما رأيك في واقع الحريات في الجزائر وما تقييمك لما يقوم به الشباب الجزائري على مواقع التواصل الاجتماعي ؟
_صراحة طُرح عني هذا السؤال عدة مرات وفي عدة قنوات أجنبية وهو سؤال مهم يلخص واقع الحياة السياسية في الجزائر، أو كما قال أحد الساسة في الجزائر ” الدومينو مغلوق على الدوبل لاز” واقع الحريات لا يحتاج لشرح كبير فالخبر ليس كالمعاينة، أكثر من 180 سجين سياسي في الجزائر وباعتراف رسمي، سببه الوحيد انتماء السجناء أو انتصارهم لحزب جبهة الإنقاذ، هذا يعتقل المدونون ومنهم المناضل الحقوقي الأستاذ عبد الله بن نعوم،وموت مدون وصحفي في السجن وهو الإعلامي محمد تاملت، غلق قنوات تلفزيونية كما حدث مع الوطن والأطلس، سجن مدون شاب رفض العهدة الخامسة وهو إسلام طبوش، وآخر يحكم عليه ب سبع سنوات، منع مواطن صاحب شرعية منتخبة من آداء صلاته وحقه في الكلام وممارسة الحقوق السياسيية والمدنية وهو المواطن ”علي بن حاج”، منع قيادات وشخصيات والتضييق عليها لمنعها من العمل السياسي والتربوي كما يحصل مع الدكتور بن محمد، سجن كل من عارض منظومة الحكم والتضييق عليهم منهم ”بشير فريك” والقائمة طويلة، وكل هذه إحصائيات جديدة وليس في سنوات التسعينات، هل يمكننا فتح ملفات المفقودين والمختطفين؟ طبعا لا يمكننا لأننا لسنا في دولة حريات واحترام حقوق المواطن، فلا مواطنة عندنا رغم بعض التزيينات والشعارات التي تطلقها بعض أوجه صناع القرار في الجزائر
س ٤: ما رأيك في قضية الساعة في الجزائر ونعني بها قضية الكوكايين وهل تؤثر على السلطة القائمة في البلاد ؟
_ قضية الكوكايين قضية خطيرة جدا ولكن يحاول النظام السياسي توجيه الرأي العام لقضايا ثانوية كما يحدث مع ملف البوشي، فحديث الناس أصبح حول كمال البوشي وممتلكاته وليس عن وجهة الكوكايين ومن أدخلها ومن تورط فيها، يريدون إيهام الرأي العام أن الكوكايين شيء ثانوي والبوشي – شيخي كمال – فاعل رئيسي، ببساطة الكوكايين ستغلق قضيتها كما غلقت قضية الخليفة وقضية المختطفين وقضية شكيب خليل، إلا أن اللاعب الدولي معادلة رئيسية فالضغط الغربي على النظام الجزائري كبير وكبير جدا ولعل وصول وفد رسمي من الأمم المتحدة دليل على صحة كلامي وسيجبر صانع القرار الجزائري إلى الانصياع وتطبيق كل آليات التحقيق دون لف ودوران، كما أن عدم وجود عدالة واضحة ونزيهة سيعقد من أمور التحقيقات وإلا كيف نفسر توظيف قناة تلفزيونية خاصة في تصفية حسابات سياسوية ضيقة، بالأمس كانوا يطبلون للهامل واليوم يلصقون كل التهم فيه، كما أن الهامل يبقى متورطا ولا يمكن تبرئته، لكن هل سيتم كشف رؤوس عصابة الكوكايين !
س ٥ : هل تتوقع عهدة خامسة للرئيس بوتفليقة وأين المعارضة من الأحداث ؟
_ المعارضة الحقيقية مغيّبة وتم تغييبها عن واقع الناس إعلاميا أما تجذرها موجود وبشكل قوي، ونتائج العزوف الكبير خير دليل، المعارضة الحقيقة ممنوعة من حق الكلام والرد فما بالك بحق الفعل السياسي، أنظر فقط كيف فعلوا مع الدكتور الابراهيمي وكيف فعل النظام بكل الأحزاب التي كانت تهدده خلق لها تصحيحيات من داخلها وكسّر وميّعَ العمل السياسي فقط لمصلحته لا لمصلحة البلاد والعباد بالمقابل تم إنشاء أحزاب مجهرية ترتزق بالبوليتيك، بوتفليقة اعلم جيدا أنه لن يقف في طريقه إلا ملك الموت، كما يقال من المرادية إلى العالية وهذا ديدن غالبية حكام العرب ، العهدة الخامسة ضرورة حتمية، اللهم كان للشعب دور آخر فالذي يوقف العهدة الخامسة هو الشعب لا أحد غيره، أما المعارضة الشكلية التي تُجمِّل المشهد السياسي فهي للفلكرول أقرب من العمل السياسي.
س ٦ : هل سيكون للتيار الاسلامي كلمة في رئاسيات 2019 ؟
_التيار الإسلامي يشهد تشرذما وصراعا كبيرا خاصة بين التيارات الرسمية المعتمدة فكل همها بعض فتات السلطة ولا يمكن التعويل على التيار الاسلامي الرسمي لأنه فاقد للمصداقية الشعبية كما أن التيارات الإسلامية لا يمكنها الفصل في هكذا أحداث بحكم فقدانها لآليات التأثير من الداخل فلا الإعلام عندها ولا المال تتحكم فيه ولا المؤسسات الفاعلة من نصيبها حيث القضاء والأمن، أما من حيث التيارات الإسلامية الممنوعة فذاك أمر آخر يحتاج لتفصيل أكثر وهو مدى مصداقيتهم وتأثيرهم في الوعي المجتمعي وأسباب منعهم . كما أتمنى لموقعكم شهاب برس النجاح والتوفيق وشكرا
حاوره : سمير بن عبد الله