تحدث محمد عثمان أبو البراء ممثل حركة المقاومة الإسلامية ” حماس ” في الجزائر اليوم الاثنين 17 ماي 2021 في منتدى جريدة الوسط عن عديد المواضيع خاصة فيما تعلق بالتطورات الاخيرة في الاراضي المحتلة ، و موقف حركة حماس فيما يتعلق بالإنقسام الداخلي الفلسطيني و مواقف الدول والمنظمات من التصعيد الأخير بين الكيان الصهيوني و الفلسطينيين.
المقاومة راكمت الخبرات و صنعت أسلحتها بيدها داخل القطاع
قال محمد عثمان البراء خلال المؤتمر الصحفي أن المقاومة راكمت الكثير من الخبرات في السنوات الماضية خاصة فيما يتعلق بصناعة الأسلحة و استعملت كل ذلك في ” تطوير قدراتها العسكرية و خاصة الصاروخية التي جعلت كل الأهداف الصهيونية تحت مدى صواريخها ”
و وصف أبو البراء المنظومة الصاروخية الجديدة و مسيرات ” شهاب ” المفخخة بالأسلحة التي بإمكانها إصابة ” الأهداف الحيوية للعدو ” و أشار ممثل “حماس ” بالجزائر إلى ” الندية ” التي تفرضها المقاومة المستندة إلى المبادرة بالهجوم بدل الدفاع فقط و هو ” تطور عسكري إستراتيجي ”
و في اشارة الى توسع رقعة المقاومة قال أبو البراء أنه في السابق كان الإحتلال يستفرد بغزة سابقا أما اليوم فكل فلسطين مشتعلة و كل الجبهات مفتوحة على هذا المحتل حيث أنه على أرض فلسطين وحدت المواجهات الشعب الفلسطيني.
و عن توازن الرعب بين الجانبين الذي أصبح ظاهرا للعيان اوضح أبو البراء في حديثه “نحن نتحدث عن توازن رعب و ليس توازن قوة ، يجب عدم الخلط بين الأمرين ، المحتل له خاصرة رخوة حيث يغري المستوطنين المهاجرين الى إسرائيل بالأمن و الأمان ،نحن نضرب هذه النظرية الصهيونية الدعائية في مقتل و بالتالي نحن نحدث حالة رعب لدى المواطنين،عندما تدوي صفارات الإنذار يتجهون الى حجورهم في الملاجئ “، الرعب سلاح في يد المقاومة و الأحتلال خاصة عندما نقول معكم ساعة و يبدأ القصف تعلمنا الكثير من حسث التكتيك و إختيار الوقت و المكان المناسب لتوجيه الضربة ”
و عن إمكانية الوساطة و التصعيد مستقبلا قال المتحدث أن المقاومة تعد لمواجهة مفتوحة طويلة الأمد مع المحتل و استطرد قائلا : ” نحن واجهنا العدوان و لم نكن البادئين فيه ، و أي وساطة يجب أن تتناسب مع تضحيات الشعب الفلسطيني ، و وقف اطلاق النار على ضوء ماكان سائدا من قبل ليس كافيا ، يجب التراجع عن الترحيل و مصادرة الأراضي ، لا إقتحامات للمسجد و لا تقسيم له بعد الآن كما يجب إيقاف العدوانوعلى غزة و إنهاء الحصار عليها ”
مواقف الدول العربية و المنظمات الدولية و الأقليمية
إستهجن ممثل حركة حماس بالجزائر بيان إحدى الدول “العربية” التي وصفت “الشهداء الفلسطينيين ” ب “القتلى” و قدمت تعازيها للصهاينة حيث قال أنها “غيرت قاموسها وفق التوجه التطبيعي الذي انتهجته “مؤكدا في ذات الصدد أن المواجهات أبطأت و قطعت سلسلة التطبيعات مع الإحتلال.
وقال أبو البراء حول عن شعوره حول هذا الأمر : ” هذا يؤلم كل حر ، أن تساوي بين الجلاد و الضحية و أن تتجنى على أبناء دينك و قوميتك و أنت ترى الحقائق إنها حقارة ، هذه دول لها دور وظيفي ، كانت منذ زمن تمهدد للتطبيع و التقارب مع الإحتلال ، لكن هذه المواقف تبقى معزولة أمام الدعم الكبير الذي تحظى به القضية خاصة من الناحية الشعبية العربية و الإسلامية ”
اما بخصوص الدور المطلوب من الدول العربية و الإسلامية قال أبو البراء : ” هذه جولة فقط أمام الكيان الصهيوني المدعوم من قبل قوى عاتية ، و لن يحدث النصر دون دخول كل العالم العربي و الإسلامي على خط المواجهة ”
وحول المنظمات الإقليمية و خصوصا مخرجات إجتماع منظمة التعاون الإسلامي بخصوص التصعيد و التي تراوحت بين التنديد و الشجب حيث وصفها المتكلم ب ” الهزيلة التي لا ترقى للهدف و للجرائم في حق الفلسطينيين و كل المسلمين ” ، و عندما سئل أبو البراء عن أي دور متوقع لمجلس الامن في حل المسألة أجاب بأن مجلس الأمن بتشكيلته الحالية لا أمل منها لأنها داعمة و متحيزة لإسرائيل دون الفلسطينين ”
الخلاف الداخلي الفلسطيني
بخصوص الإنقسام بين مختلف الجهات الفلسطينية قال ممثل حماس في الجزائر أنه لا يخون احدا لكن هناك إختلاف في الرؤية حول طرق المواجهة ، فالبعض يرى أن التحرير يجب أن يكون من خلال التسويات و المفاوضات و فكر آخر تتبناه المقاومة يرى أن القوة هي أقصر طريق لتحرير فلسطين ، لكن مؤخرا كدنا أن نصل إلى رؤية واحدة عبر الإحتكام الى الشارع من خلال الإنتخابات الي تم تأجيلها بعد عدم موافقة اسرائيل على إجرائها .
وختم أبو البراء الحديث حول هذا الموضوع بالقول أن طريق الحرية يبدأ بالتخلي عن النزاعات و القيادة و توحيد الشعب حيث أن الوحدة “قاعدة ربانية” و أنها ليست شرطا فقط للإنتصار في القتال وإنما أيضا الازدهار في زمن السلم .